متابعة رهين الشوق للأسهم السعودية ليوم السبت / 28-4-2012

البديل .. وسراب الثراء السريع



أ.د.ياسين الجفري
كلما خفت وتيرة التحركات السعرية في السوق وأخذ السوق الاتجاه الجانبي انهالت العروض على المتعاملين في السوق حول البدائل للاستمرار في نشاط للمضاربة، بدءا من الأسواق المجاورة والأسواق العالمية وانتهاء بأسواق السلع والعملات. وتجد نوعا من الطرح حول تدريب الشخص على التعامل والتداول في أسواق العملات وغيرها وإعطائه مبلغا مجانيا للتجربة وحتى يصل لتعويض الفرد في بعض الأحيان لخسائره. والهدف بالطبع واكتساب متداول مضارب يمكن الاستفادة منه نتيجة لرغبة ومحبة وحلمه بتحقيق المستحيل وهو الثراء دون تعب أو زمن استثماري. والطريقة والعرض واسلوب التسويق جيد مع إعطاء المتداول جرعه من التحليل الفني والشارتات ليبني اسلوب تداوله. وعلى الرغم من أن العرض وطريقة استعماله فيها نوع من الغرر للمتعامل من زاوية أن التعامل يتم في العقود المستقبلية أو العقود الآجلة وأن حجم الدين فيها مرتفع وأن احتمال الخسارة السريعة واليومية ممكن وأن الهدف من هذا النوع من العقود هو التحوط أكثر منه المضاربة ويستلزم مهارات وقدرات تفوق الحصص التدريبية المعطاة حيث يمارس هذا العمل في البنوك عادة مدير الخزانة (راتبه الشهري يفوق مائة ألف ريال لنعرف حجم ونوعية الخبرة المطلوبة). وأن الفرد هنا لا يعرف أن عمل هذه الشركات ونشاطها غير مرخص من قبل الجهات الرسمية وبالتالي عند حدوث المشاكل لا يعرف أين يجب التقاضي أو كيف يستطيع حماية حقوقه.

وجدوا في بعض المتعاملين في السوق ضالتهم ولمن يرغب في أن يحلم بتحقيق الثراء السريع بغيتهم وركزوا من خلال حملة على الإيميل وفي رجال البيع المنتشرين وسيلة لزيادة عدد المتعاملين وركزوا تدريبهم على كيفية البيع والشراء وبمبالغ بسيطه مع وضع صور وإعلانات لأشخاص عاديين ليعززوا طرحهم. قد يصادف الشخص في البداية بعض النجاح وبالتالي يستمر على أمل مواصلة المشوار خاصة أن وقت التداول هو وقت الفراغ نظرا لأن الأسواق العالمية للعملات وغيرها في الولايات المتحدة (فارق التوقيت).

المشكلة والمعضلة لدى البعض أنه لا يهتم بالتفرقة بين الادخار والاستثمار والمضاربة العشوائية لتحقيق الثراء السريع، الاستثمار والادخار يستلزم فترة زمنية تعد بالفترات الطويلة في حين أن الزمن في الأخيرة لا يعتبر عنصرا رئيسيا بل ثانويا والسرعة هي المطلوبة من خلال مضارب محترف يرفع السوق ويربح ويدع الغير في حسرة وندم. ولعل ذلك شجع السخونة الحالية من الأسواق ذات المخاطر العالية والربح السريع لأخذ حصتهم من المتعاملين في سوقنا.