رد: او .. على مرمى صحراء.. في الخلف
تابع
حتى في حديقة الحيوانات التي زارها قبل أعوام قليله .
يتذكر أنه لم يتمكن من رؤيه الأسد ، الذي كان هناك بالفعل ، لكنه قبل أن يراه كان قد نهض ودخل عرينه الأصطناعي لينام أو لربما ليرتاح من مشاهدة البشر .
البشر الكثيرون الذين تزاحمو على سياجه لمشاهدته عن قرب ، رغم ما كانوا يحملون تجاهه من مشاعر تموج بين الرهبه والإعجاب .
هكذا تخيل!.
كان الناس ، حتى أولئك الذين لم يروه ، يتحدثون عن لبدته الضخمه المتموجه ، بكثير من الأحساس بالسعاده والنشوه ، وكأن رؤيته من مسافه قريبه تختصر تأريخهوتسبغ على الفرد شعوراً بالأمان والطمأنينه ، وبذات على كبار السنالذين بدوافي تلك العيشه أكثر توددأ للغرباء والأطفال .
انسحب الأسد إلى عرينه ، وبقي السياج ينوء بالأنفاس الرطبه ، والأصابع المعقوفه على فتحاته حتى المغيب دون أن يخرج ثانيه إلى مربضه في العراء.
وانسحب هو من بين الحشود ، بعد أن أصابه الضجر من الوقوف ، ومن كلام الناس المتناقض عن ذنب الأسد الذي يشبه تاره ذنب أي حيوان ضارٍ من فصيلته ، وتاره يشبه السوط ، وتاره ثالثه ، يشبه أحناش البراري الطويله السامه التي تقتل الرعاه في المروج والفلوات .
وفيما كان يرى عن وجوههم بريق فرح غامض وسعاده غير مفهومه وهم يتحدثون عن لبدته الكثيفه ، كان يرى الخوف والأظطراب يرتسمان على قسماتهم كلما تحدثو على نحو سريع ومقتضب عن ذنبه العجيب .
{7}
|