اعتاد الثعلب أن يذهب إلى بيت رجل؛ ليسرق منه دائما دجاجاته ويأكلها، ولم يجد الرجل طريقة يبعد بها هذا الثعلب، ففكر في يوم من الأيام أن يعلق جرة فارغة بحبل على فوهة بئر، وعندما تُدوى الرياح ستعْوی الجرة بدورها (بو . بو . بو) وربما أخاف هذا الثعلب فيهرب من هنا ولا يعود أبدا، وعندما عاد الثعلب مرة أخرى سمع هذا الصوت المرعب وسأل نفسه وهو مرتعب: ثرى من هذا الذي يعوي؟
واقترب ببطء وحذر من البئر وعندما عرف أن الجرة هي التي تدوي، خلعها من مكانها فوق البئر ولف الحبل حول رقبته وأمسكها جيدا، وقال لها وهو حانق: انتظرى، أيتها الجرة الغبية فبسبب عوائك هذا ستدفعين ثمنا كبيرا، فلسوف أغرقك، وسترين، وحمل الثعلب الجرة، وجلس عند حافة البئر وأسقطها في الماء حتى غطاها الماء تماما وهي تُكركر (بوركْ.بوركْ.بوركْ).
ولاحظ الثعلب بعد فترة أنها تجذبه نحو البئر كلما ثقلت، فأخذ يرجوها ويتوسل إليها وهو يقول: جرة.. ياجرة، لا تغرقيني معك، ولا تغرقى أنت أيضا، فأنا لم أفعل كل هذا إلا لأخيفك وأهددك فقط، ولكن الجرة الغبية لم تسمع كلام الثعلب، وظلت تغرق وتغرق وتغرق نحو قاع البئر ومعها غرق الثعلب.