|
رهين الشوق | |
~//.. نور القلوب لتعاليمـ ديننا الحنيفـ .. والمواضيعـ الدينينهـ والاسلاميهـ الفقهيه |
2014-10-02, 05:56 AM | #1 |
|
يَومْ اجآبَةْ الدّعَوَآتْ وَإقآلَةْ الْعَثَرَآتْ
بسم الله الرحمن الرحيم |~ السلـآم عليكم و رحمةة الله و بركآتهـ |~ يوم عرفة من أفضل الأيام عند المسلمين وهو يوافق 9 من الشهر الثاني عشر " ذو الحجهـ " يقف الحجاج يوم عرفة بعرفة وهو موقع قريب من مكة المكرمة وهو أبعد المشاعر المقدسة من مكة إذ يبعد عنها 22 كم كما أنه خآرج حدود الحرم وسميّ عرفة بهذا الاسم لأنه المكان الذي التقى فيه آدم وحواء بعد اهباطهما إلى الأرض وهذا المكان محدد بحدود شرعيةلا يجوز الوقوف خارجها ، ومن أهم هذه الحدود حد طبيعي هو وادي عرف وهو وادي جاف يقع غرب عرفة وهوالحد الأساسي لها ثم ان باقي المكان يتخذ شكل قوس واسع محدد بالجبال من جميع الجهات بينما تتميز أرضه بالانبساط . هذا اليوم يمثل أهم أركان الحج في الإسلام ، حتى وصفه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقولهـ " الحج عرفة " رواه الترمذي وأبو داود - وهذا أسلوب قصر وحصر وتخصيص للدلالة على أهمية هذا الركن و يوم عرفة من الأيام الفاضلة ، تجاب فيه الدعوات وتقال العثرات ويباهي الله فيه الملائكة بأهل عرفات وهو يوم عظَّم الله أمره ورفع على الأيام قدره وهو يوم اكمال الدين واتمام النعمة ويوم مغفرة الذنوب والعتق من النيران .. فضآآئل يوم عرفهـ : 1- لا شك أن يوم عرفة يوم عظم الله سبحانهـ وتعالى أمرهـ ، ورفع على الـأيآم قدرهـ ، فقد أقسم الله سبحانهـ وتعالى بهـ ، والعظيم لا يقسم إلا بعظيم ، فقال عز وجل : وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ [الفجر:3] قال ابن عباس : ( الوتر يوم عرفة ، والشفع يوم الذبح ) وقيل : إنه هو اليوم المشهود الذي أتى ذكرهـ في سورة البروج ، فعن أبي هريرة رضي الله عنهـ قآل : قآل رسول الله صلى الله عليهـ وسلم : (اليوم الموعود يوم القيامة ، واليوم المشهود يوم عرفة ، والشاهد يوم الجمعة قال : ولـآ طلعت الشمس ولـآ غربت على يوم أفضل منهـ ، فيه ساعة لـى يوافقهآ عبد مؤمن يدعو الله بخير إلـآ استجآب الله لهـ ، ولـآ يستعيذ من شيء إلـآ أعاذهـ الله منهـ) 2- هو اليوم الذي أنزل الله فيه سبحانهـ وتعالى فيهـ : الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا [المائدة:3] ، وعن طارق بن شهاب قال : ( قالت اليهود لـعمر رضي الله عنهـ : إنكم تقرءون آية لو نزلت فينآ لـآتخذنآهـ عيداً فقآل عمر : إني لـأعلم حيث أنزلت ، وأين أنزلت ، وأين رسول الله صلى الله عليهـ وسلم حين أنزلت ، يوم عرفة، وإنا والله بعرفة يوم جمعة ) وهذا حديث متفق عليهـ 3- يوم عرفة هو يوم عيد لـأهل الموقف ، وإنمآ يكمل الحج بِـ الوقوف بِـ عرفة ؛ لـأن الوقوف بِـ عرفة هو ركن الحج الـأعظم ، لِـ قول النبي صلى الله عليهـ وسلم : ( الحج عرفة ) قال ابن حجر رحمهـ الله تعالى : استدل بهذا الحديث - أي : حديث عمر - على مزية الوقوف بعرفة يوم الجمعة على غيرهـ من الـأيام ؛ لـأن الله تعالى إنمآ يختار لِـ رسولهـ صلى الله عليهـ وسلم الـأفضل ، فَـ أختآر لهـ أن يكون عرفة يوم الجمعة ، فَـ أجتمع عيد عرفة وعيد الجمعة . فَـ الـأعمآل تشرف بشرف الـأزمنة كَـ الـأمكنة ، ويوم الجمعة أفضل أيام الـأسبوع ؛ ولـأن في يوم الجمعة السآعة المستجآب فيهآ الدعآء ، ولـآسيمآ على قول من قآل : إنهآ بعد العصر ، وهو الـأرجح والله تعالى أعلم . 4- صيآم يوم عرفة : ورد عن أبي قتادة رضي الله عنهـ أن رسول الله صلى الله عليهـ وسلم سئل عن صوم يوم عرفة فقآل : ( يكفر السنة المآضية والسنة القآبلة ) " رواه مسلم ". وهذآ إنمآ يستحب لِـ غير الحآج، أمآ الحآج فَـ لـآ يسن لهـ صيآم يوم عرفة ؛ لـأن النبي صلى الله عليهـ وسلم ترك صومهـ ، و روي عنهـ أنهـ نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة . 5- يوم عرفة : هو اليوم الذي أخذ الله فيهـ الميثآق على ذرية آدم . فَـ عن ابن عبآس _رضي الله عنهمآ_ قآل : قال رسول الله صلى الله عليهـ وسلم : (إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم بِنَعْمان- يعني عرفة- وأخرج من صلبه كل ذرية ذرأهآ، فنثرهم بين يديهـ كـ الذّر ، ثم كلمهم قِبَلا ، قال : ( ألست بربكم قآلوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنآ عن هذآ غآفلين، أو تقولوآ إنما أشرك آباؤنآ من قبل وكنآ ذرية من بعدهم أفتهلكنآ بمآ فعل المبطلون ) "الأعراف: 172، 173" "رواه أحمد وصححه الألباني" فما أعظمهـ من يوم ! وما أعظمهـ من ميثاق ! 6- أنهـ يوم مغفرة الذنوب والعتق من النآر والمبآهآة بِـ أهل الموقف : ففي صحيح مسلم عن عائشة _رضي الله عنهآ_ عن النبي صلى الله عليهـ وسلم قآل : (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة، وإنهـ ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول : ما أراد هؤلـآء؟). وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليهـ وسلم قال : ( إن الله تعالى يباهي ملائكتهـ عشية عرفة بأهل عرفة ، فيقول : انظروا إلى عبادي، أتوني شعثا غبراً ) رواه أحمد وصححه الألباني". 7- أنهـ يوم العيد لـأهل الموقف قآل النبي صلى الله عليهـ وسلم : ( يوم عرفة و يوم النحر و أيآم منى عيدنآ أهل الـإسلـآم ) رواه أبو داود وصححه الألباني . 8- فيه ركن الحج العظيم آال النبي صلى الله عليهـ وسلم : ( الحج عرفة ) متفق عليه. تفسير الـأيهـ : { ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ * لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ } { 32 - 33 } من سورة الحج أي: ذلك الذي ذكرنآ لكم من تعظيم حرمآتهـ وشعآئرهـ ، والمرآد بِـ الشعآئر : أعلـآم الدين الظآهرة ، ومنها المنآسك كلهآ . كمآ قآل تعآلى : { إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ } ومنهآ الهدآيآ والقربآن لِـ البيت ، وتقدم أن معنى تعظيمهآ، إجلـآلهآ ، والقيآم بهآ ، وتكميلهآ على أكمل مَ يقدر عليهـ العبد , ومنهآ الهدآيآ ، فَـ تعظيمهآ، بِـ إستحسآنهآ و إستسمآنهآ ، وأن تكون مكملة من كل وجهـ ، فَـ تتعظيم شعآئر الله صادر من تقوى القلوب ، فَـ المعظم لهآ يبرهن على تقوآهـ وصحة إيمانهـ ، لـأن تعظيمهآ ، تاآع لِـ تعظيم الله وإجلـآلهـ . { لَكُمْ فِيهَا } أي : [في] الهدآيآ { مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى } هذا في الهدآيا المسوقة ، من البدن ونحوهآ ، ينتفع بها أربآبهآ , بِـ الركوب ، والحلب ونحو ذلك ، مما لـآ يضرهآ { إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى } مقدر ، موقت وهو ذبحهآ إذآ وصلت مَحِلُّهَآ وهو الْبَيْتِ الْعَتِيقِ ، أي : الحرم كلهـ " منى " وغيرهآ، فَـ إذآ ذبحت ، أكلوآ منهآ وأهدوآ ، وأطعموآ البائس الفقير . أعمآل يوم عرفهـ : * يصلي الحآج صلـآة الفجر بِـ منى يوم التآسع من ذي الحجة ، ثم ينتظر إلى طلوع الشمس إقتدآء بِـ النبي صلى الله عليهـ وسلم كمآ في حديث جآبر " ثم مكث قليلاً حتى طلعت الشمس " صحيح مسلم (3009) فَـ إذآ طلعت الشمس توجهـ إلى عرفة وإلى موطن الحج الـأكبر لِـ قول النبي صلى الله عليهـ وسلم : (( الحج عرفة )) [3] ، ويسن لِـ الحاج أن يكثر من الدعآء والتلبية ، والتهليل و التكبير لِـ قول محمد بن أبي بكر الثقفي : سألت أنس بن مالك رضي الله عنهـ ونحن غآديآن من منى إلى عرفآت عن التلبية : كيف كنتم تصنعون في التلبية مع النبي صلى الله عليهـ وسلم في هذآ اليوم ؟ قآل : " كآن يلبي الملبي فَـ لـآ يُنْكَر عليهـ ، ويكبر المكبر فَـ لـآ ينكر عليهـ ، ويهلل المهلل فَـ لـآ ينكر عليهـ " رواه البخاري (970) * " ويسن لِـ الحجآج النزول بِـ نمرة في بطن الوآدي إلى الزوآل إن تيسَّر ذلك لِـ فعل النبي صلى الله عليهـ وسلم فَـ إذآ زآلت الشمس سن لـ الـإمآم أو نائبهـ أن يخطب النآس خطبة تنآسب الحآل ، يبين فيهآ مَ شرع لِـ الحاج في هذآ اليوم و بعدهـ ويأمرهم فيهآ بِـ تقوى الله وتوحيدهـ ، والـإخلـآص لهـ في كل الـأعمآل ، ويحذرهم من محارمهـ .. وغير ذلك . وبعد ذلك يصلي الحجآج الظهر والعصر قصراً وجمعاً في وقت الـأولى بِـ أذآن وآحد ، وإقامتين لِـ فعلهـ صلى الله عليهـ و سلم كمآ في حديث جابر"[4]. * فَـ إذإ فرغ الحآج من الـإستمآع لِـ الخطبة و الصلـآة جمعاً و قصراً فَـ عليهـ أن ينطلق إلى عرفآت فقد أجمعت الـأمة على أن الوقوف بِـ عرفة هو الركن الـأعظم لِـ الحج و أنـهـ لـآ يتم الحج إلـآ بهـ ، فَـ من لم يأت عرفة قبل طلوع فجر يوم النحر و لو لحظة ، ولو مآراً فقد فآتهـ الحج بِـ إجماع العلمآء لِـ قول النبي صلى الله عليهـ وسلم : (( الْحَجُّ عَرَفَةُ، فَمَنْ أَدْرَكَ لَيْلَةَ عَرَفَةَ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ مِنْ لَيْلَةِ جَمْعٍ فَقَدْ تَمَّ حَجُّهُ ))[5]. وعرفة كلهآ موقف إلـآ بطن عرنة لـأن النبي صلى الله عليهـ وسلم نهى عن الوقوف بهـ و قآل : (( عرفة كلها موقف، وإرتفعوآ عن بطن عرنة ))[6]. وقد بُينت حدود عرفة بِـ علـآمآت وكتآبآت توضح عرفة من غيرهآ ، فَـ من كآن دآخل الحدود الموضحة فَـ هو في عرفة ، ومن كآن خآرجهآ فَـ هو ليس في عرفة وعلى كل حآج أن يتأكد من ذلك ، وأن يتعرف على تلك الحدود لِـ يتأكد من كونهـ في عرفة . و الوقوف بِـ عرفة يبدأ من حين زوآل شمس يوم التآسع إلى طلوع الفجر الثآني من يوم النحر إمتثالـاً لِـ فعل النبي صلى الله عليهـ وسلم ؛ فَـ إنهـ وقف بعد زوآل الشمس وهو القآئل عليهـ الصلـآة والسلـآم : (( خذوآ عني مناسككم )) رواه مسلم (3197) من حديث جآبر رضي الله عنهـ تفسير آية 26 إلى 29 من سورة الحج { وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ * وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ * ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ } يذكر تعالى عظمة البيت الحرآم وجلـآلتهـ وعظمة بآنيهـ وهو خليل الرحمن ، فقال : { وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ } أي : هيأنآهـ لهـ ، وأنزلنآهـ إيآهـ ، و جعل قسماً من ذريتهـ من سكآنهـ ، وأمرهـ الله بِـ بنيآنهـ ، فَـ بنآهـ على تقوى الله ، و أسسهـ على طآعة الله وبنآهـ هو و ابنهـ إسمآعيل ، وأمرهـ أن لـآ يشرك بهـ شيئاً بِـ أن يخلص لله أعمآلهـ ، ويبنيهـ على اسم الله. { وَطَهِّرْ بَيْتِيَ } أي : من الشرك والمعآصي ، ومن الـأنجآس و الـأدنآس و أضافهـ الرحمن إلى نفسهـ ، لِـ شرفهـ ، وفضلهـ ، ولِـ تعظم محبتهـ في القلوب وتنصب إليهـ الـأفئدة من كل جآنب ، و لِـ يكون أعظم لِـ تطهيرهـ و تعظيمهـ لِـ كونهـ بيت الرب لِـ الطآئفين بهـ و العآكفين عندهـ ، المقيمين لِـ عبادة من العبادآت من ذكر و قرآءة ، و تعلم علم و تعليمهـ ، وغير ذلك من أنوآع القرب ، { وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ } أي : المصلين أي : طهرهـ لِـ هؤلـآء الفضلـآء ، الذين همهم طآعة مولـآهم و خدمتهـ و التقرب إليهـ عند بيتهـ، فَـ هؤلـآء لهم الحق ، و لهم الـإكرآم و من إكرآمهم تطهير البيت لـأجلهم ، و يدخل في تطهيرهـ ، تطهيرهـ من الـأصوآت اللـآغية وا لمرتفعة التي تشوش المتعبدين بِـ الصلـآة و الطوآف و قدم الطوآف على الـإعتكآف و الصلـآة لـإختصآصهـ بِـ هذآ البيت ثم الـإعتكآف لـإختصآصهـ بِـ جنس المسآجد { وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ } أي : أعلمهم بهـ ، وأدعهم إليهـ ، و بلغ داآيهم وقآصيهم ، فرضهـ وفضيلتهـ ، فَـ إنك إذآ دعوتهم ، أتوك حجآجاً وعمآراً ، رجالـاً، أي : مشآة على أرجلهم من الشوق ، { وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ } أي : نآقة ضآمر ، تقطع المهآمهـ و المفآوز ، وتوآصل السير ، حتى تأتي إلى أشرف الـأمآكن، { مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ } أي : من كل بلد بعيد ، وقد فعل الخليل عليهـ السلـآم ، ثم من بعدهـ ابنهـ محمد صلى الله عليهـ وسلم فَـ دعيآ النآس إلى حج هذآ البيت، وأبديآ في ذلك و أعآدآ ، وقد حصل ما وعد الله بهـ ، أتآهـ النآس رجآلـاً وركبآنآ من مشآرق الـأرض ومغآربهآ ، ثم ذكر فوائد زيارة بيت الله الحرام مرغباً فيهـ فقال : { لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ } أي : لِـ ينآلوآ بِـ بيت الله منآفع دينية ، من العبآدآت الفآضلة ، والعبآدآت التي لـآ تكون إلـآ فيهـ ، ومنآفع دنيوية ، من التكسب ، وحصول الـأربآح الدنيوية ، وكل هذآ أمر مشآهد كل يعرفهـ ، { وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ } وهذآ من المنآفع الدينية و الدنيوية ، أي : لِـ يذكروآ أسم الله عند ذبح الهدآيآ ، شكراً لله على ما رزقهم منهآ، ويسرهآ لهم ، فَـ إذآ ذبحتموهآ { فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ } أي : شديد الفقر ، { ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ } أي : يقضوآ نسكهم ، ويزيلوآ الوسخ والـأذى ، الذي لحقهم في حآل الـإحرآم ، { وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ } التي أوجبوهآ على أنفسهم من الحج و العمرة و الهدآيآ، { وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ } أي : القديم ، أفضل المسآجد على الـإطلـآق المعتق : من تسلط الجبآبرة عليهـ . وهذآ أمر بِـ الطوآف ، خصوصاً بعد الـأمر بِـ المنآسك عموماً لِـ فضلهـ ، و شرفهـ ، و لِـ كونهـ المقصود ، وما قبلهـ وسائل إليهـ . ولعله - والله أعلم أيضاً - لِـ فائدة أخرى ، وهو : أن الطوآف مشروع كل وقت ، وسوآء كان تآبعاً لِـ نسك، أم مستقلـاً بِـ نفسهـ ختاماً اِلهى اَنَا الْفَقيرُ فى غِناىَ فَكَيْفَ لـآ اَكُونُ فَقيراً فى فَقْرى ، اِلهى اَنَآ الْجاهِلُ فى عِلْمي فَكَيْفَ لـآ اَكُونُ .. قآل من الـأدًعيهـ في خلـآل أدعية يوم عرفة : اذآ دنآ غروب الشّمس فقُل : بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ وَسُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ الدّعاء ، وهذآ هو دعآء العشرآت السّآلف فَـ جدير أن لـآ يترك في آخر نهآر عرفة قراءة دعآء العشرآت المسنون في كلّ صبآح ومسآء ، وهذهـ الـأذكآر التي أوردهآ الكفعمي هي الـأذكآر الواردة في آخر دعآء العشرآت و تقبل الله منآ و منكم صآلح الـأعمآل قصة أم معبد ورسول الله _ صلّى الله عليهـ وسلم _ يُروى أن الرسول - صلى الله عليهـ وسلم - وأبآ بكر رضي الله عنهـ ومولـآهـ ودليلهمآ ، خرجوآ من مكة و مَرّوا على خيمة أمرأة عجوز تُسمَّى " أم مَعْبد " كآنت تجلس قرب الخيمة تسقي و تُطعِم ، فَـ سألوهآ لحماً و تمراً لِـ يشتروآ منهآ فَـ لم يجدوآ عندهآ شيئاً . نظر رسول الله - صلى الله عليهـ وسلم - إلى شآة في جآنب الخيمة وكآن قد نَفِدَ زآدهم وجآعوآ سأل النبي - عليه الصلـآة و السلـآم - أم معبد : " مآ هذهـ الشآة يَ أم معبد " ؟ فَـ أجآبت أم معبد : شآة خلَّفهآ الجهد و الضعف عن الغنم قال الرسول - صلى الله عليهـ و سلم : " هل بهآ من لبن " ؟ ردت أم معبد : بِـ أبي أنت و أمي إن رأيتَ بهآ حلباً فَـ أحلبهآ ! فَـ دعآ النبي - عليهـ الصلـآة و السلـىم - الشآة ، ومسح بيدهـ ضرعهآ ، وسمَّى الله - جلَّ ثناؤهـ - ثم دعآ لِـ أم معبد في شآتهآ حتى فتحت الشآة رِجليهآ ، ودَرَّت . فَـ دعآ بِـ إنآء كبير ، فَـ حلب فيهـ حتى إمتلـأ ، ثم سقى المرأة حتى رويت ، و سقى أصحآبهـ حتى رَوُوا ( أي شبعوا ) ثم شرب آخرهم ، ثم حلبَ في الـإنآء مرة ثآنية حتى ملـأ الـإنآء ثم تركهـ عندهآ و أرتحلوآ عنهآ و بعد قليل أتى زوج المرأة ( أبو معبد ) يسوق أعنُزاً يتمايلن من الضعف ، فَـ رأى اللبن ! قآل لِـ زوجتهـ : من أين لكِ هذآ اللبن يَ أم معبد و الشآة عآزب ( أي الغنم ) ولـآ حلوب في البيت ؟! أجابتهـ : لـآ والله، إنهـ مَرَّ بنآ رجل مُبآرَك من حالِهـ كذآ و كذآ فَـ قآل لهآ أبو مـعبد : صِفيهـ لي يَ أم مـعبد !! فقآلت " وهي تصف رسول الله " ( رأيت رجلـاً ظآهر الوضآءة ، أبلَجَ الوجهِـ ( أي مُشرِقَ الوجهـ ) لم تَعِبهـ نُحلَة ( أي نُحول الجسم ) و لم تُزرِ بهـ صُقلَة ( أنهـ ليس بِـ ناحِلٍ ولـآ سمين ) وسيمٌ قسيم ( أي حسن وضيء ) ، في عينيهـ دَعَج ( أي سوآد ) ، وفي أشفارهـ وَطَف ( طويل شعر العين ) ، وفي صوتهـ صحَل ( بحَّة و حُسن ) و في عنقهـ سَطع ( طول ) ، وفي لحيتـهـ كثآثة ( كثرة شعر ) ، أزَجُّ أقرَن (حآجبآهـ طويلـآن و مقوَّسآن و مُتَّصِلـىن ) ، إن صَمَتَ فَـ عليهـ الوقآر و إن تَكلم سمآ و علـآهُـ البهآء ، أجمل النآس و أبهآهم من بعيد ، وأجلـآهم و أحسنهم من قريب حلوُ المنطق ، فصل لـآ تذْر و لـآ هذَر ( كلامهـ بَيِّن وسط ليس بِـ القليل ولـآ بِـ الكثير ) كأنَّ منطقهـ خرزآت نظم يتحَدَّرن، رَبعة ( ليس بِـ الطويل البآئن ولـآ بِـ القصير ) ، لـآ يأس من طول ، ولـآ تقتَحِمُه عين من قِصر ، غُصن بين غصين ، فهو أنضَرُ الثلـآثة منظراً وأحسنهم قَدراً ، لهـ رُفَقآء يَحُفون بهـ ، إن قآل أنصَتوا لِـ قولهـ ، وإن أمَرَ تبآدروآ لِـ أمرهـ محشود محفود ( أي عندهـ جماعة من أصحآبهـ يطيعونهـ ) ، لـآ عاآس ولـآ مُفَنَّد ( غير عآبس الوجهـ ، وكلـآمهـ خآلٍ من الخُرآفة ) قآل أبو معبد : هو و الله صآحب قريش الذي ذُكِرَ لنآ من أمرهـ مَ ذُكِر بِـ مكة و لقد همَمتُ أن أصحبهـ ، ولـأفعَلَنَّ إن وَجدتُ إلى ذلك سبيلـاً و أصبح صوت بِـ مكة عآلياً يسمعهـ النآس، و لـآ يدرون من صاحبهـ و هو يقول : رفيقين حلـآ خيمتي أم معبد جزى الله رب النآس خيرَ جزآئهـ فقد فآز من أمسى رفيق محمد همآ نزلـآها بِـ الهدى و أهتدت بهـ أخرجهـ الحآكم و صححهـ و وآفقهـ الذهبي |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
2014-10-02, 10:39 AM | #2 |
|
رد: يَومْ اجآبَةْ الدّعَوَآتْ وَإقآلَةْ الْعَثَرَآتْ
سلمت يمناكك على الطرح الرائعع وجزاكك الله خييرررر
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
2014-10-02, 07:51 PM | #3 |
|
رد: يَومْ اجآبَةْ الدّعَوَآتْ وَإقآلَةْ الْعَثَرَآتْ
كل الشكر والامتنان على روعهـ بوحـكـ
.. وروعهـ مانــثرت .. وجماليهـ طرحكـ... دمتي بخيرر |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
2014-10-02, 10:18 PM | #4 |
|
رد: يَومْ اجآبَةْ الدّعَوَآتْ وَإقآلَةْ الْعَثَرَآتْ
لاشلت يمينك وجزيتي الخير
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
2014-10-04, 08:07 PM | #5 |
|
رد: يَومْ اجآبَةْ الدّعَوَآتْ وَإقآلَةْ الْعَثَرَآتْ
جزاك الله كل خير
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
2014-10-07, 10:06 PM | #6 |
|
رد: يَومْ اجآبَةْ الدّعَوَآتْ وَإقآلَةْ الْعَثَرَآتْ
جزاك ربي كل خير
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
2014-10-08, 06:31 PM | #7 |
|
رد: يَومْ اجآبَةْ الدّعَوَآتْ وَإقآلَةْ الْعَثَرَآتْ
يعطيك العافيه
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|