|
رهين الشوق | |
ملتقى القصص والروايات بـِداخلي روَاية .. طويله , قصيره TxT قـِصَّـة مِـنْ ريحِ ألفِ ليلـَة وليـْلة..هنا خيال الراوي |
2017-07-20, 11:31 AM | #1 |
|
امي وكذباتها
كذبات أمي الثمانيه > > > > > ليس دائما ً: تقول أمي الحقيقة !!.. > > > > ثماني مرات : كذبت أمي عليّ !!!... > > > > > > تبدأ القصة عند ولادتي ، فكنت الابن الوحيد في أسرة شديدة الفقر > > فلم يكن لدينا من الطعام ما يكفينا .... > > وإذا وجدنا في يوم من الأيام بعضا ًمن الأرز لنأكله ويسد جوعنا : > > كانت أمي تعطيني نصيبها .. وبينما كانت تحوِّل الأرز من طبقها إلى > > طبقي كانت تقول : يا ولدي تناول هذا الأرز ، فأنا لست جائعة .. > > وكانت هذه كذبتها الأولى > > > > > > وعندما كبرت أنا شيئا قليلا كانت أمي تنتهي من شئون المنزل وتذهب > > للصيد في نهر صغير بجوار منزلنا ، وكان عندها أمل أن أتناول سمكة قد > > تساعدني على أن أتغذى وأنمو ، وفي مرة من المرات استطاعت بفضل > > الله أن تصطاد سمكتين ، أسرعت إلى البيت وأعدت الغذاء ووضعت > > السمكتين أمامي < فبدأت أنا أتناول السمكة الأولى شيئا فشيئا ، وكانت أمي > > تتناول ما يتبقى من اللحم حول العظام والشوك ، فاهتز قلبي لذلك ، > > وضعت السمكة الأخرى أمامها لتأكلها ، فأعادتها أمامي < > فورا وقالت : > > يا ولدي تناول هذه السمكة أيضا ، ألا تعرف أني لا أحب السمك .. > > وكانت هذه كذبتها الثانية > > > > > > وعندما كبرت أنا كان لابد أن ألتحق بالمدرسة ، ولم يكن معنا من المال > > ما يكفي مصروفات الدراسة ، ذهبت أمي إلى السوق واتفقت مع موظف بأحد > > محال الملابس أن تقوم هي بتسويق البضاعة بأن تدور على المنازل > > وتعرض الملابس على السيدات ، وفي ليلة شتاء ممطرة ، تأخرت أمي في > > العمل وكنت أنتظرها بالمنزل ، فخرجت أبحث عنها في الشوارع المجاورة ، > > ووجدتها تحمل البضائع وتطرق أبواب البيوت ، فناديتها : أمي ، هيا نعود > > إلى المنزل فالوقت متأخر والبرد شديد وبإمكانك أن تواصلي العمل في الصباح ، > > فابتسمت أمي وقالت لي : يا ولدي.. أنا لست مرهقة .. > > وكانت هذه كذبتها الثالثة > > > > > > وفي يوم كان اختبار آخر العام بالمدرسة ، أصرت أمي على الذهاب معي ، > > ودخلت أنا ووقفت هي تنتظر خروجي في حرارة الشمس المحرقة ، > > وعندما دق الجرس وانتهى الامتحان خرجت لها فاحتضنتني بقوة ودفء > > وبشرتني بالتوفيق من الله تعالى ، ووجدت معها كوبا فيه مشروب كانت > > قد اشترته لي كي أتناوله عند خروجي ، فشربته من شدة العطش حتى ارتويت ، > > بالرغم من أن احتضان أمي لي : كان أكثر بردا وسلاما ، وفجأة نظرت > > إلى وجهها فوجدت العرق يتصبب منه ، فأعطيتها الكوب على الفور وقلت لها : > > اشربي يا أمي ، فردت : يا ولدي اشرب أنت ، أنا لست عطشانة .. > > وكانت هذه كذبتها الرابعة > > > > > > وبعد وفاة أبي كان على أمي أن تعيش حياة الأم الأرملة الوحيدة ، وأصبحت > > مسئولية البيت تقع عليها وحدها ، ويجب عليها أن توفر جميع الاحتياجات ، > > فأصبحت الحياة أكثر تعقيدا وصرنا نعاني الجوع ، كان عمي رجلا طيبا > > وكان يسكن بجانبنا ويرسل لنا ما نسد به جوعنا ، وعندما رأى الجيران > > حالتنا تتدهور من سيء إلى أسوأ ، نصحوا أمي بأن تتزوج رجلا ينفق > > علينا فهي لازالت صغيرة ، ولكن أمي رفضت الزواج قائلة : > > أنا لست بحاجة إلى الحب .. > > وكانت هذه كذبتها الخامسة > > > > > > وبعدما انتهيت من دراستي وتخرجت من الجامعة ، حصلت على وظيفة > > إلى حد ما جيدة ، واعتقدت أن هذا هو الوقت المناسب لكي تستريح أمي > > وتترك لي مسؤولية الإنفاق على المنزل ، وكانت في ذلك الوقت لم يعد > > لديها من الصحة ما يعينها على أن تطوف بالمنازل ، فكانت تفرش فرشا > > في السوق وتبيع الخضروات كل صباح ، فلما رفضت أن تترك العمل > > خصصت لها جزءا من راتبي ، فرفضت أن تأخذه قائلة : > > يا ولدي احتفظ بمالك ، إن معي من المال ما يكفيني .. > > وكانت هذه كذبتها السادسة > > > > > > وبجانب عملي واصلت دراستي كي أحصل على درجة الماجيستير ، > > وبالفعل نجحت وارتفع راتبي ، ومنحتني الشركة الألمانية التي أعمل بها > > الفرصة للعمل بالفرع الرئيسي لها بألمانيا ، فشعرت بسعادة بالغة ، > > وبدأت أحلم ببداية جديدة وحياة سعيدة ، وبعدما سافرت وهيأت الظروف ، > > اتصلت بأمي أدعوها لكي تأتي للإقامة معي ، ولكنها لم تحب أن تضايقني > > وقالت : يا ولدي .. أنا لست معتادة على المعيشة المترفة ... > > وكانت هذه كذبتها السابعة > > > > > > كبرت أمي وأصبحت في سن الشيخوخة ، وأصابها مرض السرطان اللعين ، > > وكان يجب أن يكون بجانبها من يمرضها ، ولكن ماذا أفعل فبيني وبين > > أمي الحبيبة بلاد ، تركت كل شيء وذهبت لزيارتها في منزلنا ، فوجدتها > > طريحة الفراش بعد إجراء العملية ، عندما رأتني حاولت أمي أن تبتسم لي > > ولكن قلبي كان يحترق لأنها كانت هزيلة جدا وضعيفة ، ليست أمي > > التي أعرفها ، انهمرت الدموع من عيني ولكن أمي حاولت أن تواسيني > > فقالت : لا تبكي يا ولدي فأنا لا أشعر بالألم ... > > وكانت هذه كذبتها الثامنة > > > > > > وبعدما قالت لي ذلك ، أغلقت عينيها ، فلم تفتحهما بعدها أبدا ... > إلى كل من ينعم بوجود أمه في حياته : > > حافظ على هذه النعمة قبل أن تحزن على فقدانها ... > > وإلى كل من فقد أمه الحبيبة : > > تذكر دائما كم تعبت من أجلك ، وادع الله تعالى لها بالرحمة والمغفرة .. |
إن قـدر الله مـع الأيـآم نتـوآآجـه تمـر مثلـك مثـل نآس(ن) يمرونـي في عيوني تصير مآتسـوى ولآ حآجـه من عقب مآكنت تسوى الناس في عيوني |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|