ليالي الشتاء

في احدى المرات كسابق عهدي فتحت نافذتي قبيل غروب الشمس

جلت ببصري نحو الأفق البعيد ..خيوط الشمس بدأت تتلاشى ..
ذاك اللون البرتقالي يغطي الشفق كأنه سلاسل ذهبية
نسجها الخالق بدقة لامتناهية.

عندها أطلقت زفرة أشعرتني بالارتياح وعادت بي لسابق عهد ليس ببعيد؟!

جلت بنظري مجددا نحو الأشجار الشامخة وحفيفها يطرق مسامعي كترنيمة حالمه...بدأ الغروب يخيم على نافذتي ...
وبدأ معه الحنين لتلك الأمسيات الدافئة .. تلك المواقد المشتعلة ..
وصوت الطاحونة الذي يعزف نغمات تراجيدية مع حركة الرياح..

ونقيق الضفادع .. ورائحة الياسمين يعبق بالحديقة ..

وصوت يهتز له جسدي وتهدأ معه مشاعري واحاسيسي. .
سافرت بخيالي لأبعد الحدود..ارتسمت لي

صورة تأتي من حقول سنابل القمح الذهبية.. تتناثر جدائلها ..
وتصافحني بعفوية.. وفي كلماتها غنج ودلال..

وعلى ثغرها ترتسم الأمنيات.. والغد المشرق.

وبينما كنت مستغرقاً في احلامي شعرت بيدٍ تربت على كتفي
لم اصحو من غفوتي! اخذت اليد تشد على كتفي أكثر..
إلتفت بهدوء بإتجاه ذاك الصوت الحنون لم أشعر إلا بإبتسامة باتت تملأ ثغري إنها والدتي !
تحمل كوب قهوتي كعادتها وذاك الطبق المليئ بالشوكولا المشهية

بادرتني بنظرة لم أعرف مغزاها..لكنها زمت شفتيها وربتت علي
وأخذت وجهي بين كفيها وقبلت جبيني

ثم استطردت |احتسي قهوتك| ,, ولاتنسى إغلق النافذة فالجو بدأ يبرد
وَذهبتْ.. ذهبت مخلفة وراءها تساؤلات وأحلام..وأمنيات سأعمل على تحقيقها بإذن الله

بقلمي و لا آحلل النقل
رهين الشوق