إحســــــاس يحتـ.....ـضر

يقفون بالقرب منه ..
عن يمينه ..
وعن شماله ..
عند رأسه ..
وحول أصابع قدميه ..

..


هو ممدّد بينهم ..
على سرير أبيض ..
يئن من وطأة الألم ..
جسد قد أثقلته تناقضات الهموم في داخله ..
..


يُغمض عينيه ..
فتتغيّر تقاسيم وجهه ..
يرى الناظر إليه حجم ألمه ..
ويتمنى لو يصرخ ..
ولكنه لا يجرؤ ..
يشتدّ جسده ..
فتخرج أوردته ضخمة فوق مستوى الجلد ..
.. ثم يهدأ ..
ومعه يهدأ كل الحضور ..
...


يفتح عينيه ..
.. فيبتسم ..
رغم ألمه ..
.. يبتسم ..
فقد اعتاد أن يبتسم لكل الوجوه ..
" حتى في أحلك ظروفه "
" وأسوأ أيامه "
" وأشد آلامه "

****


اجتمعت حوله الأرواح ..

" ولا وجود للأجساد "

أرواح مختلفة ..

لأُناس مختلفون ..

فمنهم من يرقد جسده تحت التراب ..

ومنهم من يتحرك جسده في مكان ما من العالم ..

لم يستحضرهم ..

بل سمعوا أنينه وأتوا ..

..


يحرك عينيه يتفحصهم ..
.. واحداً ..
.. واحداً ..
يبتسم لوجودهم بالقرب منه ..
لم يكن المكان مضيئاً يوماً ..
" ولكنه أضاء ببريق تلك الأرواح ونقائها "
..


يعاوده الألم ..
فيُغمض عينيه ..
".. ويئن .."


~~~~~


كنت أقف بالقرب منه ..
كأقرب الأرواح إليه ..
ممسكاً يده اليمنى ..
محاولاً انتزاع الألم من داخله ..
فلا أريده أن يرحل ..
ولا أعلم لماذا كان يطيل النظر إلي من بين كل الحضور ..
..


يشتد أنينه ..
يشق سكون الليل ..
فتزداد الأرواح بكاءً ..
ويعلو عويلها ..
متداخلاً مع دعوات تتردد :
"اللهم سلّمه .. اللهم سلّمه "

..


".. ثم يهدأ .."
وأنا لا أزال قابضاً على يده ..
محاولاً بث روحي لتعانق روحه ..
وتجتث ألم إحساس يحتضر في داخله ..
إحساس ملتصق في الروح ..
..


ياااااااااااااااااااااه


يااااااااااااه

ياااااااه

يااه

" لم يُعد هناك متنفس "

أيعقل أن تموت هذه الروح ...؟

أيعقل أن يُفقد هذا الإحساس ...؟


’ ’ ’ ’ ’


.. وفجأة ..
تأتي روحاً تشق طريقها من بين الأرواح المجتمعة ..

تنادي ..

قد أحضرت الإكسير ..

قد أحضرت الإكسير ..

فناولتني إياه ..

" أكسير للروح قد مُزج جيداً "

" ووضع في فنجان من فضة "

وضعته بالقرب من أنفه ..

فتصاعدت أبخرته في داخله ..

فتحرك وفتح فاه ..

فسكبت الإكسير في داخله ..
..


بقي ساعة من " زمن "
ثم بدأت أنفاسه تزداد ..
فاستبشرت الأرواح خيراً ..
وعلت الابتسامة الوجوه ..
ثم لم يلبث أن بدأ أنينه خافتاً ..
وشيئاً .. فشيئاً
بدأ يزداد ..
فازداد عويل الأرواح وصراخها ..
وتعالت هتافاتها .. ودعواتها ..
..


فاهتز المكان فجأة ..
على صرخة خرجت من أحشائه ..

وقد اعتدل في جلسته ..

كجسدٍ خاوٍ ..

لم تُشع الروح في داخله ..

ولم يُجدِ أكسير الروح في مداواته ..

فعاد إلى التمدد ..

وفارقته الابتسامة ..

ْْ ْ ْ ْ ْ ْ


بقي الجميع مشدوهاً ينظر إليه ..

اقتربت منه أكثر ..

ألتمس " ولو " بقايا روح فيه ..

رفعت نظري إلى تلك الأرواح دامعاً ..

وبصوت يغصّ بالبكاء ..

قائلاً :

قد انتقل إلى عالم البشر ..

قد انتقل إلى عالم البشر ..

فبدأت الأرواح تغادر ..

وأحداً تلو الآخر ..

حتى غادر الجميع ..


..


لم يبقَ سواي ..

وروحاً أخرى في طرف المكان ..

تهمس لي :

دعنا نرحل ..

فقد رحل الجميع ..

" وودِعه "

واترك " سرّك " في حناياه ..

فربما ذات يوم .. سيعود ...!

ياااااه
كم هي كلماتك معبره مع شدة غموضها
استمتعت الى كل ما بداخلها
من فرح واسى
تقبلي مروري

مرورك أنار صفحتي