تقنيّة للتخلّص من التوتّر الدائم والعقد التي يسبّبها في جسمك -فلاديمير جيكارنتسيف
تقنيّة للتخلّص من التوتّر الدائم والعقد التي يسبّبها في جسمك -فلاديمير جيكارنتسيف
يوجد في داخل الإنسان كم لا متناهٍ من التوتر الناتج عن الصدمات والعقد والمخاوف الموجودة داخل الإنسان والرغبات التي تظهر فيه. ويقوم هذا التوتر بإرسال دفعات عصبية متواصلة إلى الدماغ، فيخلق فيه ضجيجاً دائماً، إضافة إلى الكم الهائل من الأفكار التي تحوم بشكل دائم في رأس الإنسان العادي، فتكتمل صورة مستشفى المجانين الذي تعيش فيه. ماذا عليك أن تفعل إذاً لإعادة النظام إلى مستشفى المجانين هذا؟
لإعادة النظام إلى مستشفى المجانين هذا، علينا الجلوس بهدوء وعدم فعل شيء وعدم السعي إلى شيء، فكل مجهود تقوم به وكل محاولة لتحقيق شيء ما والحصول على نتيجة تولد في جسمك توتراً إضافياً، فتبقى المشكلة كائنة في جسمك.
تتخلص في بداية تمرينك من بعض العقد ومن التوتر الذي يرافقها في الجسم، وبمقدار تقدمك للأمام تزداد صعوبة تخلصك منها، حتى تدخل في مأزق تام. وبدءاً من هذه اللحظة يبدأ تدريبك الحقيقي لنفسك. وكل توتر في جسمك تتعامل معه، سيجبرك على البحث عن الاسترخاء المرافق له وعن طريقة لتقبله والرضوخ أمامه.
إن الاسترخاء الحقيقي يعني قبول التوتر، فإذا لاحظت وجود توتر في منطقة ما من جسمك، اجلس لتتأمل أو اتخذ الوضعية التي تريحك أكثر، والغ رقابتك لذاتك، واسمح لهذا التوتر بالوجود. تواجد بفكرك في هذا المكان من جسمك واسمح للتوتر بالتزايد إذا رغب في ذلك، ويمكنك أن تتخذ الوضعية التي تساعد هذا التوتر على التفاقم. اجلس بهدوء واشعر بالتوتر واسمح له بالوجود دون أن تتمنى التخلص منه، فدعه يتواجد قدر ما يشاء دون أن تستعجله، لأنه سينفجر ذاتياً في لحظة ما، ويتطلب هذا عادة من 5 إلى 60 دقيقة. عادة يزول التوتر نهائياً بهذه الطريقة، وإذا عاود الظهور ثانية فإنه سيكون ضئيلاً جداً. وحاول أن تتعامل معه في حال عودته بنفس الطريقة.
يمكنك التعامل بنفس الطريقة مع الألم والمشكلات والمخاوف والأفكار اللجوجة، بأن تجلس لتأملها وتنظر إليها ببساطة وتتغلغل فيها. ولا تقل لنفسك أبداً إنك حللت المشكلة حلاً تاماً، بل ابق منفتحاً وافهم معنى التوقف عن محاولة تحسين شيء ما أو استعجاله ومحاولة التخلص من شيء ما ومحاولة الاسترخاء ومحاولة النمو الروحاني. فكل محاولة هي توتر سيمنعك من السير للأمام، وكل محاولة سوف توقفك في نهاية المطاف. فلكي تسترخي استرخاءً حقيقياً، يجب أن تتوقف عن محاولة الاسترخاء. ولكي تتحرر تحرراً حقيقياً يجب أن تتوقف عن محاولة تحرير نفسك.
|