فِي ثَوبيّ الجَديدُ !

_
مَا بَالُ ، الروحُ تَفتَقِر ، حُسّنَاً !
مَا بَالُ ، العَينُ تَرتَعِد خَوفَاً !
مَا بَالُ ، النفّسُ لا تَبتَسِمْ ! ؟

أيا نَفّسُ ، كُفيّ هَلاَكَاً ، وَاسّتَقِيِمي فَأعمِدَةُ البَوحِ جَفّتْ ومَا كَانَ مِنْهَا حَياَةٌ فَزُهِقَتْ ،
تَخَلّقَتِ بِرحمٍ ذَاتَ عَتْمَةٍ فَكُنتِ نُطفَةً فَعَلقَة ، مُنَمَشّة بِأحَادِيِثٍ مُصّوَرَةْ أحسَنَهَا الرَبُ ،
وَعَصَيتِ ، !
و مَا حَسِّبْتُكِ . إثمَاً . يَتضَورُ جُوعَاً ، خَنَقَتهُ حِبَالُ مِفصَلٍ فَأبَتْ عَينُكِ إبصَارَاً
وَأطعَمتُكِ عَطَشَاً ! .. لَعِينَاً ، يَخفِقُ بَلعُومَهُ سُقيَا المَاءْ ! .. ومَا سَلِمت ِ ، !

_
مَا بَالُكِ ،
مَا كُنتِ ،
ولا أحسَنتِ ؟!

أيُ مَوتٍ يُكْمِلُ الأَجرَ ؟ فِي عِظَامٍ هَشّة يُتِمَتْ صِغَرَاً ! فِي يَدٍ مَأسُورَة لَمْ تَلتَقِطْ جمَالَاً
وَإنْ لَعِقهَا سِوَارُ فِتنَة . شَاخَ شَاخْ ورَبُ يَدِي .في قَدَمٍ مُسِنَة تَخطُو لِكَسّبٍ مَا أنْ ترَاهُ
حتَى تَلتَوي حَظاً ،! وَتَغدُو لِسُكّنِهَا الخصّرُ مُمزَقَة بِلاَ رِزقُ ،
فِي لِسَانٍ مَبتُورٍ لا يَتذَوَقُ شَيئاً لَكِنَهُ يَبتَغيّ العَسّلَ مَا إنْ لمسّتَهُ لِذّةً تلسَّعهُ نَحلّة فَيختبئ في ثَغرِهِ يَرجُو صَومَاً ! ،
في عَقلٍ يتمَنَى حُلمَاً يُمطِرُ عَلِيهِ عُنُوَةْ ، فَيّسّتَفيقُ مُبلَلَاً بِالنّومِ بِلَا سُقيّا ،
فِي عَينٍ كَأنهَا جَرتيّ بُكَاءْ كُلمَا أُغدِقَتْ فَرَحَاً ،هَزّهَا مِنْ تحتِهَا عَزَاءٌ ، أنْ لا تَفرَحي رِمشّكِ ثُقلٌ وَجِفّنَكِ مَنْسِياً
فَتملّمَلَتْ الفرَحَ وَ نادّتْ بِهِ حُزنَاً! فِي قَلبٍ فقَدَ نِصّفَهُ
بِجَيبٍ مُمَزّقْ ، بِلَا نَبضٍ بِلَا ذِكرَى وَإنْ سَألتَهُ منْ أنتْ / لوّحَ لِنِصّفَهُ الآخَرْ
أنا الخَدشُ المُتقَنْ بِشّفَاهِ المُسَافِر وَما كُنتُ إلا سرَابَاً ! ،

_
قرأتُكَ يَا جَسّدي ،
وغنيّتُ دمعاً !
وَأني خشيّتُ علَى نفسي ألمَاً عِندَ الفِراقُ ، وَخشِيتُ علَيكَ عِندَ المغِيبُ
فأرهقتكما نِدَاءً علّكُما ، تحسِنُا الصبر وَتطعِمُا البصَرَ ولا تخَافُا الأجرَ ،
بلْ تبغِيّا ، ثَوَاباً وَنُزُلَاً ، !
،

فِي ثَوبِيَ الجَدِيدُ مَاءٌ ،
وغفّوَةُ قلبي جنّة ،
أطعَمْتُهَا
أسّقَيّتُهَا
آمَنْتُ
آمَنْتُ ،
..
حُيّ عَلَىَ ، الحَيَاةِ أمَلٌ
وحَسَّنَة ! : )

_._._._._._._._._.