مــتـــى تـــرجــــع ...؟ ( مسابقة أفضل قـصـه )

بعد ان رسمْ القدر خططه .. و شعشع الزمان بما يُخبي لنا ..
انزاحت غيمة الاماني الزائفه .. و اتضحت شمس الحقيقهُ المُرة ..

مـحـمـد & نـــــــورة

كنت مع أختي التوأم .. كنا نلهو و نلعب .. و عيني أمي تراقبنا ..
عينها تغزُل من النظرة ألف لحنٍ نسكُنَ بداخله .. تشدوا هذه الالحانْ
و القلب يعزفها على وترِ الحبْ .. و يرسمها في فضاء الوجدان ..

ترتسم البراءة على محيانا .. لكنها هذه البراءة تفتقد براءتها ..
براءةٌ غرِقت في بحر اليٌتم ... و إستسلمت لأمواج الزمانْ الهادمه ..

رحل والدُنا .. و نحن في وسط الرحمْ .. في ظلمة الرحمِ .. في ظُلمةِ البطن . في ظُلمةِ الليلْ ..

اخذته الاقدار .. و رحل و هو ينتظر وصولنا .. لكن قطار الموت قطع إنتظاره ..
ترك محبوبته و سافر من دون عودة ..

محبوبته .. زاد على كاهلها عبء الحزن و الفراق و الحملْ ..
ففي كل لحظة تنجب العيون دموعها .. و ينجب القلب أحزانه ..

حتى في ذلك اليوم .. أنجبت تلك الانسانه الحزينه ..
انجبت فلذة أكبادها .. ...
فرحةُ الولاده تلبّستْ من الحٌزنْ وشاحَ ..
و تزيّنت بالآهاتِ و الحسرات ..
فالقلب يرفرف بـ محمد & نــــورة تـارة..
والقلب يرفرف بالاماني .. يا ليت .. و يا ليت .. تـارة أخرى ..
يا ليت من رحل عنا .. كان معنا الآن ..
لكن .. كل شيء يمر بالخيال .. و لا يثبُت بالوجود ..
سِوى كلمة يا ليت و صداها المزعج للأذهاااان ..

تمَرُ اللياليْ .. يطلع البدر و يختفى و لا يجذب الآنظار
فـ بدر الأم و قمر كونها هي بسمة أبناءها .. !

كبروا الأبناء .. بانت نظرة الشموخ في نظراتهم ..

نزف العُمر جُلْ حبرهِ ,,
في ليلة من الليالي الدامسه .. الغارقه في بحر الهمْ ..
تألمت الأُم من كثرة الأوجاع ..
قربْ الرحيل .. و ليس عنه بديل ..

نامت تلك الليله بعد أن ودّعت أبناءها ..
نامت لكن النوم يأبى أن يأتي لها .

ذهبت لـ جارتها قاصدةً وصيةً على أبناءها ..
أوصت على الابناء .. و قبل أن توفي كلامها ..
وافتها المنيّه .. و أختتمت كلامها .. بـ ( أبنائي ’ أبنائي )

رمم الحزنْ بيته في قلبْ الأخوين .. و رسمْ صورةً لن يمحيها الزمنْ ..
كان الاخوين يمسحا دموع الآخر , كانت الاخت ( نـورة ) تُغلف قلب أخاه بالحُبِ و الأمل ..
لكي يزهوا بها للمجد , و ينهضوا من غربة الإهمال ..

كبِر الاخوينْ ..
الأخ و أخته .. في حضن جارتهم الباره بهمْ ..
تعبت من أجلهم .. وسهرت من أجلهم .. إتمام لـوصية "أمهم"

اظهر الزمان ما كان يُخَفِي ..
محمد .. سرق قلبه الحُبْ .. من بنت جـارتهم ..
اشرقت بداخله شمعة الحبْ ..
تناشدت العصافير بـ غرام من سرق قلبه ..
اغرقه في بحر الحب و الهيام .. ركبوا سفينة الحلمْ
حتى رست السفينة بهمْ على شاطئ الحلم و الأماني ..
شرِبوا من ينبوع الغرام الزُلال .. حتى إرتووا ..
لكنهم لم يحسبوا حساب الظمأ في زمنْ يعصُف به الجفاف .

نامْ الحبيب في ليلة يشوبها الهواء الصاخب و الريح الشديد ..
أتته أخته ( نـورة ) بــالحلم و هو نائم .. فأشرت بيدها و قالت له :
{ و الله إني خايفه من سهامْ الزمـــــــــــــــــنْ }

غردت أسراب الطيور في الصباح الباكر .. اصواتها حزينه ..
و اللحنُ حزين ..
...
ارتعشت أحاسيس محمد .. الخوف يٌخالجه ..

عرف مصدر اللحن الشجنْ ..
الـغـيـابْ يشدوا اللحن الحزين ..

حبيبته و أهلها .. تـركوهــم عـلـى الـدار و رحـلـوا ..
رحلـوا للمجهول الذي لا يعرفه الحبيب ..
رحـلـوا للغياب الذي أمطر الحزن من جديد ..
رحلوا و الحلم يتهدى مثل صخرٍ حطه السيل من عالي الجبل ..

بقي محمد يسأل الغياب .. !
متى ترجــع .. متى تــرجــع ..!

متى ترجع ...!
آه
كــيـان الـحـزنْ ..