الفصام

الفصام أو ما يعرف بالانفصام العقلي، هو اضطراب عقلي حاد يشوّه مجمل أفكار المصاب به، وينجم عنه اضطرابات فكرية وحسية وإدراكية. يعتبر الفصام من أكثر الأمراض تقييداً وصعوبة من بين جميع الأمراض النفسية الشائعة. غالباً ما تبدأ الأعراض بالظهور في مرحلة متأخرة من سن المراهقة أو في مرحلة مبكرة من سن النضج. يتسم الفصام بسلوك اجتماعي غير طبيعي وعدم القدرة على التمييز بين الواقع والخيال. وخلافاً لما هو شائع، فإن الفصام ليس ما يعرف بـ «انفصام الشخصية»، بل هو اضطراب نفسي ويدرج تحت مسميات «الحالات الذهانية». تشمل أعراضه الوهام والانخداع السمعي أو البصري وغير ذلك من الصعوبات الإدراكية، وغالباً ما يلازم مرض الفصام المصاب به طوال فترة حياته.
إصابة مبكرة

غالباً ما تبدأ أعراض الفصام بالظهور في المرحلة العمرية التي تتراوح بين 16 0 عاماً، وتبدأ ملامح المرض بالظهور على الذكور بسن يصغر الإناث بفارق بسيط، وتبدأ مراحل تطور المرض بالاضطراب العقلي في كثير من الحالات ببطء شديد، بحيث يصعب على المريض فهم دلالة وجود المرض لعدة سنوات طويلة، ويبدأ بعدها بمداهمة الأشخاص في حالات أخرى على حين غرة ويبدأ بشكل سريع ومفاجئ.
يصيب مرض الفصام حوالي 1% من البالغين، ويرجح الخبراء أنه من ضمن الأمراض الكثيرة التي تتنكر على هيئة مرض واحد. وتشير بعض الأبحاث إلى أن مرض الفصام قد يكون ناجماً عن خلل في الخلايا العصبية لدماغ الجنين، والذي قد يظهر في وقت لاحق كمرض ذي أساس بيولوجي. قد يسمع المصاب أصواتاً ليست حقيقية ولا وجود لها على أرض الواقع، وقد يكون على قناعة تامة بأن أحدهم يقرأ أفكاره أو يتحكم بها أو يترصده للتآمر ضده، ما يسبب للمريض حالة من الضيق الشديد بشكل متواصل، فإما أن يعزل نفسه عن محيطه أو يدفعه ذلك إلى حد الجنون.

3 مجموعات من الأعراض
يتعين على الكثير من المصابين بالمرض أن يعتمّدوا على الآخرين للاعتناء بهم ورعايتهم في شؤون حياتهم اليومية، وقد يقاوم الكثير منهم فكرة الخضوع للعلاج بحجة أنهم لا يشكون من شيء ما، وتنقسم أعراض مرض الفصام إلى ثلاث مجموعات أساسية وتعرف بالأعراض الإيجابية وأعراض اضطراب الوظائف الإدراكية والحسية والأعراض السلبية. يُقصد بالأعراض الإيجابية أنها تكون واضحة وظاهرة للعيان ولا تعني بالضرورة أنها «جيدة»، وتعرف كذلك بأعراض الذهانية. أما أعراض اضطراب الوظائف الإدراكية والحسية فقد تعكس تشويش المصاب وعجزه عن التحكم بعقله وبسلوكه. وتعني الأعراض السلبية غياب الأعراض التي يمكن ملاحظتها عند المصابين بمرض الفصام.
تشمل أعراض الفصام الإيجابية الوهام الذي يتمثل في العديد من الأشكال، فيخيل للمريض أنه مضطهد أو قد ينتابه جنون العظمة، وقد يخيل له بأن أحداً ما، يحاول التحكم في كافة تصرفاته عن بعد، ويُخيل لمريض الفصام أنه يملك قدرات خارقة واستثنائية، فضلاً عن الهلوسة التي قد تراوده من حين إلى آخر، فيسمع أصواتاً ويرى أشياء ليست حقيقية، كما قد يشعر بأحاسيس أو يتذوق نكهات أو يشم روائح ليست ضمن المؤثرات الخارجية الفعلية. وتتمثل الأعراض الإيجابية كذلك بالاضطراب الفكري، فينطق بكلام غير منطقي وقد يصعب فهم حديثه لتشتت أفكاره.
وتتضمن أعراض الاضطراب، الوظائف الإدراكية والحسية وبطء الحركة وعدم القدرة على اتخاذ القرارات، فضلاً عن الانشغال الدائم بتدوين عبارات لا معنى لها وميل المريض لفقدان أغراضه على نحو متكرر، وغالباً ما يواجه صعوبة في فهم ظواهر يومية كالضجيج والنغمات. أمّا عن أعراض الفصام السلبية فتتمثل في نقص الطاقة والدوافع وفقدان المتعة والاهتمام بممارسة الأنشطة على أنواعها، وتكثر مشاكل الأداء الوظيفي فيصبح متقلب المزاج ويصيبه فتور في الشعور.
مسببات الفصام

يعتقد الخبراء أن لمرض الفصام عدداً من العوامل التي من شأنها أن تسهم في الإصابة بالمرض. وتشير الأدلة إلى أن للعوامل الوراثية والبيئية دوراً كبيراً وجوهرياً في إبراز المرض. ورغم أخذ عامل الوراثة الحيز الأكبر للتسبب بالمرض إلاّ أن العامل البيئي يلعب دوراً حيوياً في نشوء وظهور أعراض الفصام. وهنالك العديد من المسببات الأخرى نذكر بعضاً منها المسببات الوراثية، إذ تقل فرص الإصابة بالمرض في حال عدم ظهور أعراض تدل على وجود المرض لدى كلا الوالدين إلى أقل من 1%، في حين يزداد خطر الإصابة إلى 10% في حال تشخيص المرض عند أحد الوالدين.
الاختلال الكيميائي للدماغ
يشير الخبراء إلى أن خلل التوازن في المجموعات الكيميائية التي تعرف بالدوبامين، وهي عبارة عن نواقل عصبية تتفاعل في الدماغ لتؤثر في الكثير من الأحاسيس والسلوكات والإخلال بعمل الناقلات العصبية الأخرى كالسيروتونين، يؤديان حتماً لنشوء مرض الفصام.
العوامل البيئية
هنالك اعتقاد شائع أن رضوخ ما قبل الولادة والالتهابات الفيروسية قد تسهم في تطور المرض، بيد غياب الأدلة القاطعة التي تثبت هذا الاعتقاد. غالباً ما تسبق التجارب المضطربة فترة ظهور مرض الفصام، فقبل أن تظهر لدى المصاب أي أعراض حادة، يميل إلى أن يكون قلقاً وسريع الغضب وغير قادر على التركيز بشكل عام، ما يؤثر سلباً في حياته الاجتماعية، فيصبح عرضة للوقوع في مشاكل البطالة والطلاق وغيره من المشاكل الأسرية.
ومن الجدير بالذكر أن هنالك اعتقاداً آخر يدحض نظرية اعتبار العوامل البيئية هي المسبب الرئيسي للفصام، بل على العكس تماماً، حيث يُعتقد أن الفصام هو المسبب الرئيسي للعوامل البيئية التي قد تنشأ إثر المرض، لذا فلا يكون لزاماً إلقاء اللوم على العوامل البيئية، إلا أنه لم تظهر أي دراسات أو أبحاث تدحض أو تنفي ما سبق من النظريتين حتى الآن.
فصام المخدرات
من المعروف أن الماريجوانا هي أحد المسببات الرئيسية لانتكاسات الفصام، وأن تعاطي قنب الحشيش قد يضاعف بدوره خطر الإصابة بالمرض خاصة لدى الأشخاص الذين لديهم استعداد وقابلية للإصابة بأمراض ذهانية. ويعتقد بعض الباحثين أن للعقاقير الطبية كالمنشطات، دوراً وإن كان ثانوياً في التسبب بمرض الفصام.
ويمكن للطبيب المعالج تشخيص الفصام عن طريق مراقبة أفعال الشخص المشتبه في إصابته بالمرض، وفي حال ظهور أعراض تدل على وجود المرض، يقوم الطبيب بإجراء فحص جسماني ويستعرض السجل الطبي للمريض، ثم يجري فحوص التصوير بالأشعة السينية (رنتجن X - Ray) وفحوص الدم وبعض الاختبارات الأخرى التي تتشابه مع حالات أعراض الفصام. وفي حال عجز الطبيب المعالج عن الكشف عن المرض، يحيل المريض إلى الفحص لدى الطبيب المختص في مجال الصحة النفسية. يقوم الطبيب المختص بإجراء مقابلات أعدت خصيصاً للكشف عن الاضطرابات النفسية وباستخدام أدوات تقييم خاصة، ويتم تأكيد التشخيص بمرض الفصام في حالة إظهار أعراض واضحة لمدة لا تقل عن ستة أشهر.
طرق العلاج

يمكن لمريض الفصام أن يحيا حياة طبيعية ومستقلة، وأن يكون عضواً فاعلاً في مجتمعه من خلال التزامه التام بتعليمات العلاج المناسب، الذي يسهم بدوره في تخفيف حدة أعراض المرض. تشمل الخطة العلاجية مزيجاً لا يتجزأ من العلاج الدوائي والعلاج النفسي، فضلاً عن التأهيل الذي يعمل على تطوير المهارات الاجتماعية لمساعدة المريض على الاندماج والتمتع بحياة مستقلة عوضاً عن قضاء وقته في الاستشفاء في الأماكن المخصصة لتلقي حالات الاضطراب النفسي.

جّلبْ انيَيق وَمميُز
وَعِطاءْ رآقيُ وَجميلْ ..
تسِلم ايُديكْ يــآربَ ..
ولاعَدمنا جمُآل إطِلالتك
تقِديُري ِ ،’

يسلموووو على رقي الطرح واختياره
ابداع لايضاهى
سلمت يمناك وعساك على القوه
تحياتي لك