| 
				 السيره النبويه الدرس العاشر 
 
 
 
..*سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
 الحلقة العاشرة
 *أصحاب الفيل / الجزء الثاني .*
 
 جهز أبرهة جيشه وانطلق به في إتجاه الكعبة .
 وكان من تجهيزات هذا الجيش الفيل والخيل والجمال .
 تقدم أبرهة بجنده وكان يركب على فيل عظيم وأمر جنده أن يتبعوه .
 كان الطريق الى مكة طويل فكان كلما مر على قبيلة من قبائل العرب بعث فرقة من جنده وأغاروا عليها ينهب أموالهم وأغنامهم وإبلها [[ ليطعم جيشه الضخم في الطريق ]]
 بعض القبائل طبعا كأي زمان ومكان . بعض العرب وضعوا ايديهم بيده وقدموا له المساعدة لينالوا رضاه .
 
 حتى وصل الى منطقة قريبة من مكة فأقام فيها .
 ثم أرسل فرقة من جيشه فنهبت الإبل والاغنام لقريش التي كانت ترعى في الجبال والشعاب .
 "من ضمنها إبل لعبد المطلب جد الحبيب ﷺ .
 
 لما علم أهل مكة بالأمر اجتمعوا للتشاور .
 وكان الخوف الشديد يملأ بيوت مكة وقالوا لا طاقة لنا بأبرهة وجيشه .
 "أهل مكة ليس عندهم جيش منظم ومدرب .
 والذي زاد خوفهم أكثر الفيل الضخم .
 ثم بعث أبرهة رسول من عنده لأهل مكة .
 قال له : إذهب إليهم واسأل عن سيد هذه البلد
 وقل له
 "إن الملك يقول لك إنه لم يأتي لحربكم .
 إنما أتيت لهدم هذا البيت فلا تتعرضوا لنا للقتال واخلو لنا المكان كي نهدم هذا البيت .
 فإن قالوا لك أنهم لا يريدون القتال فأحضر لي سيدهم أتشاور معه"
 
 دخل رسول أبرهة مكة وسأل عن سيد قريش .
 قالوا له : عبد المطلب سيد مكة وشيخها .
 حضر عبد المطلب فقال له الرسول ما أمره به أبرهة
 فقال عبد المطلب . والله لا نريد حربه وليس عندنا طاقة لحربه .
 ولكن هذا بيت الله الحرام وبيت خليله إبراهيم .
 فإن أراد الله منع أبرهة من بيته وحرمه منعه
 وإن أراد ان يخلي بينه وبين بيته فنحن لاطاقة لنا بقتال أبرهة .
 فقال له الرسول : انطلق معي يا شيخ مكة فالملك يريد مقابلتك .
 
 ذهب عبد المطلب لمقابلة أبرهة فأستأذن بالدخول عليه
 قال أبرهة : من هذا الذي يطلب الدخول ؟
 قالوا له : هذا عبد المطلب شيخ مكة هو الذي يطعم الناس والطير والسباع من كرمه وجوده .
 ويؤمن الحجيج ويسقي الماء .
 (( أعجب أبرهة بخصال عبد المطلب ))
 فلما دخل عبد المطلب وكان عبد المطلب رجل طويل وعظيم له هيبة وجمال .
 لما رآه أبرهة وثب واقفاً ورحب به .
 وكان من عادة أبرهة يجلس على سرير ملكه .
 والناس تجلس تحته فأراد أن يُجلس عبدالمطلب بجانبه لشدة هيبته .
 كره أن تراهُ حاشيته وهو يجلسه بجانبه فنزل أبرهة عن سريره وجلس على البساط وأجلسه معه الى جانبه .
 قال أبرهة لترجمانه : قل له حاجتك ؟
 فقال له ذلك الترجمان .
 فقال : حاجتي أن يرد علي الملك مائتي بعير أصابها لي .
 فلما قال له ذلك .
 قال أبرهة لترجمانه قل له : قد كنت أعجبتني حين رأيتك ثم قد زهدت فيك حين كلمتني .
 أتكلمني في مائتي بعير أصبتها لك وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك قد جئتُ لهدمه ولا تكلمني فيه !
 قال له عبدالمطلب : إني أنا رب الإبل "أي صاحبها" وإن للبيت رباً سيحميه .
 قال أبرهة : ما كان ليمتنع مني "أي لا يستطيع رب البيت أن يقف بوجهي"
 قال عبد المطلب له  : أنت وذاك "بمعنى أنت حر"
 فأعاد له أبرهة الإبل .
 وأخذ يضحك ويقول للبيت رب يحميه . للبيت رب يحميه ويضحك بأستهزاء .
 
 رجع  عبد المطلب لمكة وإجتمع بقومه .
 قالوا له قريش . ما الحيلة يا شيخ مكة ؟ "ماهو الحل"
 قال لا حيلة لنا لا نستطيع رد أبرهة ولكن الله يستطيع .
 فأصعدوا إلى رؤوس الجبال ولا تقاتلوا وأتركوه هو ورب البيت .
 ثم ذهب عبد المطلب للكعبة وأخذ بحلقة باب الكعبة وقال إن المرء منا ليحمي رحله ..
 اللهم فاحمي بيتك .
 دعى الله وهز الحلقة ثم قال لقومه إصعدوا إلى الجبال وأنظروا ما يكون بين أبرهة ورب البيت . صعدوا وأخذوا يترقبون وينظرون .
 مكة تترقب وكل العرب في الجزيرة العربية تنتظر أخبار أبرهة وهدمه للكعبة .
 
 تجهز أبرهة هو وجنده لدخول مكة وهدم "الكعبة"
 لما وصل أبرهة للكعبة وكان يركب على أعظم وأكبر فيل في الحبشة .
 هذا الفيل كان إذا تقدم تقدمت خلفه كل الفيلة .
 إذا برك تبرك كل الفيلة "كانت الفيلة مدربة على إتباعه"
 فلما وصل هذا الفيل ورأى الكعبة ، برك وبرك خلفه كل الفيلة .
 فأداروا وجهه الى جهة اليمن فقام يجري وقامت كل الفيلة خلفه تتبعه .
 فوجهوه للكعبة فبرك للأرض ولم يتحرك
 أمرهم أبرهة بضربه بالحديد فضربوه فأبى الحركة .
 فوجهوه راجعاً إلى اليمن فقام يهرول .
 عادوا ووجهوه إلى الشام ففعل مثل ذلك .
 ووجهوه إلى المشرق ففعل مثل ذلك .
 ووجهوه إلى مكة فبرك .
 قال أبرهة : أسقوه الخمر كي يفقد عقله لعله استجاب .
 فأسقوه الخمر ولكن من غير فائدة .
 أشتعل أبرهة غضباً من الفيل وسل سيفه وطعن الفيل بين عينيه فأرداه قتيلاً .
 
 فجأة شعروا بأشعة الشمس تنحجب ونظروا فوقهم وإذ هي طيور كالغمام الممطر قد حجبت ضوء الشمس من كثرتها .
 جاء أمر الله العلي القدير . جاء أمر مالك الملك .
 *أيحسب أن لن يقدر عليه أحد .*
 
 طيور أبابيل . أسراب ضخمة من الطيور يلحق بعضها بعضا .
 يقول أهل مكة عن هذه الطيور
 (( لم نرى مثلها من قبل ولا بعد . رؤوسها تشبه رؤوس السباع .
 وكان يحمل كل طير ثلاثة حجارة في منقاره حجر  وفي رجليه حجرين .
 جاءت حتى اجتمعت فوق رؤوسهم ثم صاحت وألقت ما في أرجلها ومناقيرها .
 وقعت الحجارة عليهم فكانت تنزل على رأس الرجل تخرج من دبره .
 وبعث الله ريحاً شديدة فزادتها شدة حتى جعلهم ربنا كما قال *كعصف مأكول*
 القمح لما تستخرج الحبة من البذرة منه وتتناثر القشرة هنا وهناك .
 فكل رجل كان يسقط عليه حجر تتناثر لحمه عن عظمه والدماء تسيل منه حتى يهلك .
 حتى ممن هرب من الجند وقد اصابه الحجر كان على الطريق تتساقط أعضائه عضو عضو ، حتى أصبحوا كأبن الفرخ "الطير الصغير ليس له ريش"
 
 وهكذا حمى الله بيته *للبيت ربٌ يحميه*
 حمى الله البيت إستعداداً لهذا المولود .
 ورجعت قريش وعرفوا عظمة الله تعالى وعظمة هذا البيت .
 هنا أخذ الكون كله يستعد ويتحضر لإستقبال هذا النور النبوي المحمدي ﷺ .
 
 وكان بين حادثة الفيل ومولد الحبيب المصطفى ﷺ 50 يوم .
 يتبع مولده وماذا رأت آمنة يوم ولدته .
 وعذراً على الإطالة
 
 📗 الأنوار المحمدية .
 يتبع بإذن الله ...
 ✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
 
 
 |