منتديات رهين الشوق - الى كل مصاب بالعقم ومحروم من انجاب الاولاد

يا منزل الآيات والفرقان ... بيني وبينك حرمة القرآن
إشرح به صدري لمعرفة الهدى ... واعصم به قلبي من الشيطان
يسر به أمري وأقض مآربي ... وأجر به جسدي من النيران
واحطط به وزري وأخلص نيتي ... واشدد به أزري وأصلح شاني
واكشف به ضري وحقق توبتي ... واربح به بيعي بلا خسراني
طهر به قلبي وصف سريرتي ... أجمل به ذكري واعل مكاني
واقطع به طمعي وشرف همتي ... كثر به ورعي واحيي جناني
أسهر به ليلي وأظم جوارحي ... أسبل بفيض دموعها أجفاني
أمزجه يا رب بلحمي مع دمي ... واغسل به قلبي من الأضغاني
أنت الذي صورتني وخلقتني ... وهديتني لشرائع الإيمان
أنت الذي علمتني ورحمتني ... وجعلت صدري واعي القرآن
أنت الذي أطعمتني وسقيتني ... من غير كسب يد ولا دكان
وجبرتني وسترتني ونصرتني ... وغمرتني بالفضل والإحسان
أنت الذي آويتني وحبوتني ... وهديتني من حيرة الخذلان
وزرعت لي بين القلوب مودة ... والعطف منك برحمة وحنان
ونشرت لي في العالمين محاسنا ... وسترت عن أبصارهم عصياني
وجعلت ذكري في البرية شائعا ... حتى جعلت جميعهم إخواني
والله لو علموا قبيح سريرتي ... لأبى السلام علي من يلقاني
ولأعرضوا عني وملوا صحبتي ... ولبؤت بعد كرامة بهوان
لكن سترت معايبي ومثالبي ... وحلمت عن سقطي وعن طغياني
فلك المحامد والمدائح كلها ... بخواطري وجوارحي ولساني
ولقد مننت علي رب بأنعم ... مالي بشكر أقلهن يدان
فوحق حكمتك التي آتيتني ... حتى شددت بنورها برهاني
لئن اجتبتني من رضاك معونة ... حتى تقوي أيدها إيماني
لأسبحنك بكرة وعشية ... ولتخدمنك في الدجى أركاني
ولأذكرنك قائما أو قاعدا ... ولأشكرنك سائر الأحيان
ولأكتمن عن البرية خلتي ... ولاشكون إليك جهد زماني
ولأقصدنك في جميع حوائجي ... من دون قصد فلانة وفلان
ولأحسمن عن الأنام مطامعي ... بحسام يأس لم تشبه بناني
ولأجعلن رضاك أكبر همتي ... ولاضربن من الهوى شيطاني
ولأكسون عيوب نفسي بالتقى ... ولأقبضن عن الفجور عناني

الحمد لله القائل: { لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ }
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد

قال سبحانه : المال والبنون زينة الحياة الدنيا

والأبناء هم روعة هذه الدنيا وحلاوتها .. وحبهم متمكن في القلوب .. فهم زينة هذه الدنيا وهم العون بعد الله على نوائب الدهر
وهم من يحمل اسمك بعد موتك ويدعون لك بالرحمة .. وهم قرة العين ونور الفؤاد
وحبهم متغلغل في قلوب جميع البشر مسلمهم وكافرهم بل حتى في البهائم والهوام
يقول صلى الله عليه وسلم: { جعل الله الرحمة مائة جزء فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءا وأنزل في الأرض جزءا واحدا فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه}
هذه الكلمات المتواضعات أكتبها لكل من حُرم من الإنجاب بشكل تام أو أن خلفته من الإناث فقط أو كلما يأتيه طفل يموت أثناء الولادة لعلة ما
أقدم فيها بعض النصائح وأحذر فيها من بعض الأمور الخطيرة التي يقع فيها البعض بقصد أو بدون قصد

فبداية أود أن أقول: بعض الناس رجالا ونساءا قد يبتليهم الله سبحانه وتعالى بعدم الإنجاب لحكمة عنده سبحانه
فقد يبتليك الله سبحانه وتعالى أيها المسلم وأيتها المسلمة بالعقم عن الإنجاب وقد تموت وليس عندك من يحمل اسمك .. ولكن ليكن يقينك بأن الله سبحانه وتعالى يقدر لك الخير حيث كان
فرب فقير قد أغناه الله فكفر .. ولو بقي على فقره لكان خيرا له .
والبلاء نازل بكل الناس برهم وفاجرهم مسلمهم وكافرهم .. وأشد الناس بلاءا الأنبياء
قال تعالى: إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا
وقال: ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم
ويقول صلى الله عليه وسلم : عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له

فالبلاء لا يزال بالمسلم حتى يمشي على الأرض ليس عليه خطيئة .
فإن حرمك الله من الإنجاب فاصبر واحتسب ولا تقنط فإنه خير لك .

ولتتأمل معي قصة الغلام الذي قتله الخضر عليه السلام: وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا

فهذا الزوجان قد أخذ الله منهما ابنهما وفلذة كبدهما .. وأرسل إليه الخضر ليقتله .
بلا شك أن الأبوين قد حزنا على موت ولدهما .. ولكنهما صبرا واحتسبا فابدلهما الله خيرا منه

ولو أن الغلام الذي قتله الخضر عاش وكبر لأرهق والديه بالكفر والطغيان .. فأماته الله سبحانه رحمة بهما وأبدلهما خيرا منه

وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم

تحذيرات
بعض الناس الذين حرموا من الإنجاب يقعون في مصائب خطيرة .. تكون سببا رئيسيا في حرمانهم من نعمة الذرية:

- السخط على أمر الله .. والتأفف من قدر الله .. فتجد أحدهم والعياذ بالله يقول : لماذا يا رب لا ترزقني بالذرية .. وترزق باقي الناس !!
معترضا على قضاء الله وقدره .. و لو كان صبر لكان خيرا له .. أما بكلامه هذا فقد أوقع نفسه في أمر قد يصل حد الكفر بالله .. وهو عدم الرضى عن الله وعن قضاءه وقدره .. فخسر الدنيا والآخرة [ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ]

- البعض من الناس رجالا ونساءا يلجأون إلى السحرة والمشعوذين أو ما يسمونهم بالسياد حتى يرزقونهم الأولاد
وهؤلاء قد وقعوا في المصيبة الكبرى والطامة العظمى .. ألا وهي الشرك بالله
فمن ذا الذي يملك أن يرزقك الذرية غير الله !!
أليس الله هو من قال { يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ } ؟
الذرية رزق من الله فلماذا تطلب الرزق من غير الله ؟
يقول صلى الله عليه وسلم : من أتى كاهنا فسأله فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد
والكاهن هنا يدخل فيه كل مشعوذ وساحر وعراف وضارب فال وقارئة فنجان وأبراج ومن يسمونهم بالسيّاد وغيرها .

وهؤلاء الذين ذهبوا إلى السحرة قد خسروا دينهم وعليهم أن يتوبوا إلى ربهم ويستغفروه ثم يطهرون أنفسهم من كل رجس أخذوه من السحرة سواء كان ما يسمى حجاب أو تمائم أو غيرها
وأن يلجأوا إلى ربهم فأنه هو الرزاق الرحيم
تأمل معي في هذه الآيات العظيمة:
قال الله تعالى: { وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُير }
وقال سبحانه: { وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ، وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصيبُ بِهِ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }
وقال تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }
وقال سبحانه: { وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلآ أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ }
وقال تعالى: { يَآ أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُواْ ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُواْ لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ، مَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ }

قال الله تعالى: { وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُواْ مِن دُونِ اللَّهِ مَن لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَآئِهِمْ غَافِلُونَ، وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُواْ لَهُمْ أَعْدَآء وَكَانُواْ بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ } وكل من استغاث بغير الله أو دعا غير الله دعاء عبادة أو دعاء مسألة فيما لا يقدر عليه إلا الله فهو مشرك

ملاحظة هامة جدا:
إذا اردت أخي وأختي المسلمة أن يرزقك الله بالذرية الصالحة فعليك قبل كل شيء أن تطهر/ي معتقدك وقلبك من التعلق بأي شيء غير الله
فلا تطلب الذرية من نبي كريم حتى ولو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا ملك مقرب ولا ولي من أولياء الله ولا ساحر من السحرة ولا أي شيء غير الله سبحانه
فمن كان في قلبه شيء من التعلق بغير الله فليسارع إلى تطهيره وليسارع إلى التوبة إلى الله والاستغفار .. والكفر بكل إله غير الله .
فالله هو الرزاق .. وغيره لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا .
إن اعتقدت هذه العقيدة فابشر بالذرية الطيبة عاجلا أو آجلا .

الأدعية المأثورة التي يستحب الإكثار من الدعاء بها :
هناك أدعية مأثورة يجب على الرجل والمرأة أن يحافظوا عليها وهي مستخرجة من كتاب الله وسأذكر الآية ثم الدعاء ثم بعض الفوائد التي يستأنس بها المسلم

1- قال سبحانه عن عبده زكريا: { هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38) فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (39) قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ }

الدعاء الذي تدعوه هو: ربِ هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء

وتأمل معي أخي واختي المسلمة أن زكريا قال : رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ !!

فسبحان الله .. وهبه الله الذرية وهو شيخ كبير وزوجته عاقر
فاذا كان زوجك عاقر فلا تيأس وادعُ الله أنت وزوجك فإنه سبحانه سيصلح لك زوجك ان كان فيه عقم أو مرض .

وتأملوا أن الله استجاب لدعاءه ووهبه ذرية طيبة وهو يحيى عليه السلام فجعله الله طيبا مباركا و آتاه النبوة .

2- وهذه دعوة سيدنا ابراهيم الذي رزقه الله بإسماعيل عليه السلام على وهو شيخ كبير فقال عليه السلام : { رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ }

3- أما نصيحة سيدنا نوح عليه السلام لقومه فهي الاستغفار: { فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا }

فالاستغفار سبب في منحك الذرية الصالحة فاكثر من الاستغفار .

4- قال سبحانه { ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2) إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا (3) قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (6) يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا (7) قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (8) قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا }
هذه الآية فيها من الفوائد العظام ما فيها
فتأملوا أن سيدنا زكريا عليه السلام كان يدعو الله دعاءا خفيا في ظلمات الليل يقوم يصلي لربه ويدعوه ويشكو إليه حاله فيقول : رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعاءك رب شقيا
ثم يشكو إليه خوفه من الناس وتضييعهم للدين بعد موته
وشكى له أن زوجته عاقر
ثم بعد أن ذكره حاله وضعفه طلب من ربه أن يرزقه غلام طيبا صالحا يرثه ويكون عضدا له وسندا
وأنت أخي المسلم أختي المسلمة اشك أمرك إلى الله وصف له حالك وناجيه وتذلل إليه في ظلمات الليل وفي كل سجود واذرف الدمع فإن الله بالناس لرؤوف رحيم

5- وقال سبحانه : { وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (41) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا (42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43) يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا (44) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45) قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (46) قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47) وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا (48) فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا (49) }

وهذه الآية فيها سبب عظيم من أسباب استجابة الدعوة والرزق بالذرية .. وهو اعتزال مجالس الشرك والفسوق .. واعتزال أهلها .. فكان سيدنا ابراهيم عليه السلام ينكر على والده وقومه الشرك الذي هم فيه .. فلما رآهم لا يستجيبون له اعتزلهم ولم يخالطهم فوهب الله له النبي إسماعيل عليه السلام .
وأنت كذلك أخي وأختي المسلمة اعتزل مجالس الشرك والغيبة والنميمة وكل ما يخالف أمر الله فإن ذلك من أسباب استجابة الدعاء والرزق بالذرية الصالحة

وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا

6- وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90)

الدعاء هو : { رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين }
وتأمل معي قول الله تعالى: { فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ }
فالله استجاب دعاءه وأصلح له زوجته العاقر .. لماذا ؟
لأنهم أسرة كانت تسارع في فعل الخير وكانوا يدعون الله في الرخاء والشدة وفي السراء والضراء وكانوا لله خاشعين .. وهذا سبب من اسباب استجابة الدعاء والرزق بالذرية الطيبة .

7- قال سبحانه عن صفات عباده: { وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا }

الدعاء : { يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا }
أهمية الدعاء
كن على يقين أن الله سيستجيب دعاءك سواء عاجلا أو آجلا
قال تعالى: { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }

والدعاء من أقوى الأسباب في دفع المكروه، وحصول المطلوب، وهو من أنفع الأدوية، وهو عدو البلاء، يدافعه ويعالجه،ويمنع نزوله،ويرفعه، أو يخففه إذا نزل،وهو سلاح المؤمن
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس شيءٌ أكرَمَ على الله تعالى من الدعاء"
ـ وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم قال: "منْ لم يَسألِ الله يَغْضَبْ عليهِ"
وأنشد القائل:
لا تَسأَلنَّ بُنَيَّ آدم حاجةً

وسلِ الذي أبوابه لا تحجبُ

اللهُ يغضبُ إن تركت سؤاله

وبُنيَّ آدم حين يُسأل يغضبُ
وعن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مسلم يدعو الله بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ ولا قطيعةُ رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها". قالوا: إذاً نكثر. قال: "الله أكثر".

ـ وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ ربَّكُم تبارك وتعالى حييُّ كَرِيمٌ يستَحي مِنْ عبدهِ إذا رفع يديه إليه أن يردَّهما صِفراً"

- عند دعاءك الله سبحانه بالأدعية السابقة التي ذكرناها ليكن قلبك حاضرا في الدعاء
شروط الدعاء:
1- الإخلاص
{ فَادْعُواْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ }
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي صلّى الله عليه وسلّم فقال: "يا غُلامُ إني أُعلِّمك كلمات: احفظ الله يحفظْكَ، احفظِ الله تجدْهُ تُجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أنَّ الأُمة لَوِ اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوكَ إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفعتِ الأقلامُ وجفَّت الصُّحفُ"

2- أن يكون موافقا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا يكون فيه تعد وتجاوز للحدود
3- الثقة بالله تعالى واليقين بالإجابة: فمن أعظم الشروط لقبول الدعاء الثقة بالله تعالى، وأنه على كل شيء قدير، لأنه تعالى يقول للشيء كن فيكون، قال سبحانه: { إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَآ أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ } وقال سبحانه: { إِنَّمَآ أَمْرُهُ إِذَآ أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} ومما يزيد ثقة المسلم بربه تعالى أن يعلم أن جميع خزائن الخيرات والبركات عند الله تعالى، قال سبحانه: { وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَآئِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ }
وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي الذي رواه عن ربه تبارك وتعالى: "... يا عبادي لو أن أوَّلكم وآخركُم وإنسَكُم وجنَّكم قاموا في صعيدٍ واحدٍ فسألوني، فأعطيتُ كلَّ إنسانٍ مسألته، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما يَنْقُصُ المِخْيَطُ إذا أُدخِلَ البَحْرَ"

وهذا يدل على كمال قدرته سبحانه وتعالى، وكمال ملكه، وأن ملكه وخزائنه لا تنفد ولا تنقص بالعطاء، ولو أعطى الأولين والآخرين: من الجن والإنس جميع ما سألوه في مقام واحد

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة..."

4- حضور القلب والخشوع والرغبة فيما عند الله من الثواب والرهبة مما عنده من العقاب، فقد أثنى الله تعالى على زكريا وأهل بيته فقال تعالى: { وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ، فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُواْ لَنَا خَاشِعِينَ }

موانع استجابة الدعاء:

1 - أكل المال الحرام:
من اسباب عدم استجابة الدعوة هو أكل المال الحرام في صحيح مسلم : { ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك }
وفي الحديث الآخر: أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة

2- الاستعجال وترك الدعاء
البعض قد يدعو الله فترة من الزمن ثم يمل ويتوقف عن الدعاء وهذا خطأ فادح
يقول صلى الله عليه وسلم : { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول دعوت فلم يستجب لي}
فلا تستعجل الإجابة .. واستمر بالدعاء فلعل الله قد أخر عنك الإنجاب ليرى أتصبر على الدعاء أم لا .
فلا تقنط ولا تيأس .. حتى لو صار عمرك 70 عاما أو أكثر .. ولتكن أسوتك في أنبياء الله الذين ظلوا يطلبون من الله الذرية الصالحة وقد بلغ فيهم الكبر عتيا .

فإن الله يختبر عبده ليراه أيصبر أم لا . وإنه سبحانه يحب الملحين في الدعاء

قال الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}

فالعبد لا يستعجل في عدم إجابة الدعاء، لأن الله قد يؤخر الإجابة لأسباب: إما لعدم القيام بالشروط، أو الوقوع في الموانع، أو لأسباب أخرى تكون في صالح العبد وهو لا يدري، فعلى العبد إذا لم يستجب دعاؤه أن يراجع نفسه ويتوب إلى الله تعالى من جميع المعاصي، ويبشر بالخير العاجل والآجل

3- ارتكاب الشرك و المعاصي والمحرمات
مثل الإيمان بالسحر والسيّاد والمشعوذين والذهاب إلى الأولياء في قبورهم وطلب المدد منهم والعياذ بالله والتمائم والحجب وغيرها من الشركيات .. فكل هذا من من الشرك الذي يخرج صاحبه من الملة ويمنع استجابة دعوته .

بعض الأمور التي تجعل دعاءك مستجابا:
1- حمد الله والثناء عليه بأسماءه الحسنى وصفاته العلى {وَلِلَّهِ الأَسْمَآءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}
مثلا يقول: يا حي يا قيوم يا أرحم الراحمين يا ذا الجلال والإكرام يا حنان يا منان يا من بيده ملكوت كل شيء يا كريم يا رزاق يا عليم يا رؤوف يا رحيم .. اللهم اني أسألك بأني أشهد أن لا إله إلا أنت أن ترزقني بالذرية الصالحة .. ويتذلل إلى الله بأنواع الدعاء الطيب .
2- الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في كل دعاء
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: "كلُّ دُعاءٍ محجوب حتَّى يُصلَّى على محمد صلى الله عليه وسلم وآل محمد"
3- خفض الصوت في الدعاء
4- الدعاء في السجود
5- الإلحاح في الدعاء وعدم الملل منه
6- البكاء من خشية الله والتضرع أثناء الدعاء
7- الدعاء أثناء قيام الليل وفي الثلث الأخير من الليل
8- الدعاء عن نزول المطر
9- الدعاء بين الأذان والإقامة
10- الدعاء عند سماع الأذان والإقامة
11- الاعتراف بالذنب والاعتراف بنعم الله عليك أثناء الدعاء
12- استحضار القلب أثناء الدعاء .. فلا تدع بقلب ساهٍ لاهٍ وإنما ادع الله بقلب خاشع حاضر
13- تكرار الدعاء اكثر من مرة
14- استقبال القبلة
15- رفع اليدين في الدعاء
16- الوضوء قبل الدعاء إن تيسر
17- دعاء الله في كل وقت وحين
18- الإكثار من الاستغفار
19- دعاء الله بالأدعية المأثورة التي ذكرنها في أول هذا البحث
20- التوبة إلى الله ورد المظالم
21- الدعاء للمؤمنين والمؤمنات ممن هم على مثل حاله ولديهم مثل همه .. فهذا يجعل الملك يؤمن على دعاءه ويقول : ولك بمثله
22- لا يدعو إلا الله وحده .. فلا يطلب لا من نبي أو رسول أو ولي أو أي أحد آخر لأن ذلك من الشرك والعياذ بالله .. ومن كان يدع غير الله فليتب إلى ربه ويستغفره ولا يعود إلى مثل هذا مرة أخرى
23- الدعاء في ليلة القدر
24- الدعاء بعد الصلوات المكتوبة
25- الدعاء عند افطار الصائم
26- الطلب من المسلم الذي تظن في الصلاح أن يدعو لك .
27- الدعاء يوم الجمعة فإن فيه ساعة استجابة
28- الدعاء عند شرب ماء زمزم
29- عند الاستيقاظ من النوم
30- الدعاء بدعوة ذي النون عليه السلام قال صلى الله عليه وسلم: دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، لم يدعُ بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له
31- الدعاء في يوم عرفة
32- الدعاء عند سماع صياح الديك
33- الدعاء عند السفر.

بشريات:
وابشر إخواني وأخواتي أن هناك 3 نساء جربن هذه الأدعية ورزقهن الله بالذرية الطيبة .. وإحداهن أنجبت طفلا متعلق قلبه بكتاب الله بشكل عجيب ويحفظ من كتاب الله بعضه وما ان يسمع القرآن حتى يهدأ وينصت ... ودائما يطلب من أهله ان يقوموا بتشغيل القرآن له ويسميه " آمين " .. فسبحان الله !

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزق المسلمين والمسلمات الذرية الطيبة وأن يجعلهم ذخرا للإسلام والمسلمين
وأن ينفعنا بهذه الكلمات إنه سميع مجيب .

الله يرزقكم متل مارزقني