المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : او .. على مرمى صحراء.. في الخلف


صمت المشاعر لشاعر
2009-08-23, 07:57 PM
سوف ابداء من الليله كتابه روايه
{او..
على مرمى الصحراء .. في الخلف}
{روايه}
{عواض شاهر العصيمي}
اتمنى ان تنال رضاكم جميعا
الروايه لها ذكريات عندي
وغاليه علي
وأعذروني عن اي غلط املائي
لاني بكتبها والله الموفق
صمت المشاعر لشاعر

صمت المشاعر لشاعر
2009-08-23, 09:25 PM
المواضيع المتسلسله داخل الروايه
اطلس
_ كما لو انه يوم اخر

_ طقس يترقب

_ الطريده يحمل رأسه

_فيما يتساقط المطر من جديد

مساكب النشوه والنسيان

_ حفر هاربه

_ الرجم

_ الغيلون .. الغناء

_ البرق

ميثاء

_ الدالف

_ زهره في مفرق عامه الستين

_ العيطاء (1)

_ العيطاء( 2)

_الخلوه

الغول
في قاع الحفره والغسق

صمت المشاعر لشاعر
2009-08-23, 09:27 PM
اطلس
_ كما لو انه يوم اخر

_ طقس يترقب

_ الطريده يحمل رأسه

_فيما يتساقط المطر من جديد

صمت المشاعر لشاعر
2009-08-23, 09:48 PM
_كما لو انه يوم اخر

# أخيراً سكبت عليه خالته الماء البارد ، بعد ان بعد ان اعيتها الحيله في إيقاظه بوسائلها التقليديه ..

المناداه الخفيظه .

ثم العاليه .

ثم وكزات مهذبه على الكتف .

فهز الجسم ملحاحاً .

واخيراً الماء ..

الماء ينسكب عليه فجأه قبل قبل أن يأخذ الامر على محمل الجد ..
وفي الواقع ، ماكان ليجشم خالته ذالك العناء ، لولا انه أحب من قلبه أن تعطيه أهتمامها لأ أطول فتره ممكنه ليحس بالمزيد من رائحه أمه وصوتها في خالته .. كان مستيقظاً منذ الفجر ، بعد غفوه طائر متعب ، وكان يراها تروح وتجيئ في فضاءشؤنها اليوميه البسيطه، اما عينيه، ومن وراء ظهره ، وهناك ، في المطبخ حيث بقيت الغلايه تئز لفتره طويله ، ثم أحس برجفة حقيبته عند قدميه ، فخمن أن ثيابه المتسخه هي اللتي حملتها على ذالك ، بدليل أن الغساله بدأت في الدوران والأنين منذ دقائق


{1}

صمت المشاعر لشاعر
2009-08-23, 10:26 PM
تابع

كان يراها في الصلاه والتسابيح .. في إستغفاراتها المتجليه في غبش الغرفه ، وفي سعالها الجاف الذي يؤانسه .. الذي يسمعه فيحس بطمأنينة جدرانه العتيقهحول أمه ، ويتذكر صرير الباب في يد الفتى العاطل الذي كانه ..
أما وقد أنسكب الماء على رأسه ، مارقا الى أذنه ، متوهجا في عينه ، فلا مفر من النهوض ، فالثانيه عشر تكاد تكمل دورتها الأخيره .. ينهض بتلكؤ ، وتلموه خالته على التغير الذي طرأ على حياته .. نوم ثقيل لم تعده فيه من قبل ، تكاسل عن الصلاه ، وتدخين ، وعن العيب الأخير تؤكد خالته أنه جديد على العائله ، باستثناء شالح الالزلاق ذي الغيلون الشهير (عاش عشرين عاما في العاصمه ثم تركها وعاد الى الصحراء). لكنها تروح في إسهاب تدافع عن الكيف عند الفرسان الأوائل ، وعادتهم في تلطيف أمزجتهم بالتبغ والجمره ، لأنهم فرسان !..
يقول لها: لقد ماتو ياخالتي واندثروا ..
ترد عليه: لكن أخبارهم مازالت حيه يابن خيتي الغالي..
يقول لها: أخبارهم تقول انهم قتلة وقطاع طرق ..
ترد عليه محتده: تقول هذا الكلام لأنك لم تعش بينهم . أخبارهم تقول إنهم محافظون على الشيم ، والعادات الأصيله ، والكرم ، والوفاء ، والغيره على الحريم
{2}

صمت المشاعر لشاعر
2009-08-24, 02:22 AM
تابع


تحضر إبريق الشاي ، وخبزاً من البر الأبيض العماني المخمر ،
المعمول على جمر حطب سمر ، وصحن صغيراً بداخله مقدار فنجال من السمن البري:

-وين هاجد ياخالتي ؟ .

- بالداخل .

- وليش مايفطر معنا ؟.

- ياليت تنادينه .


ينهض متجها الى غرفه هاجد ، الطفل الوحيد المعاق الذي عاش بدون حاجه الى وسائل إصطناعيه تساعده على تحريك اطرافه ،
فيجده متكوماً على السرير ، ينظر الى الحائط ، ويمص احد أصابعه ..
عندما رآه واقفاً في حرم غرفته ، أبتسم ، وتشعشع وجهه بتعبير طفولي استشف منه انه أرتاح اليه ، فحظنه وقبله بين عينيه ..
-كيف حالك ؟ .
أشتقت لك ماقالو لك اني جاي ؟.
هاااه؟ ! .
تحب آخذك لحديقة الحيوانات ؟.
-(يهز رأسه بالنفي).


{3}

صمت المشاعر لشاعر
2009-08-24, 02:42 AM
تابع



ليش ؟!
انا جيت على شانك.
سأخذك الى حديقه الحيوانات ، هااه ، وهناك أزأر امام الأسد
بصوت عالي ، لكي يقلدني ، وانت أستمع فقط ثم أحكم. ستجد أن
زأيري أحسن من زئيره.
أنظر ، هكذا افعل .. أنصت إلي ..
ويتشكل ضاوي بن سند على يديه وركبتيه امامه محاولاً تقليد صوت ما أفترض أنه أسد.
إذ ليست لديه فالواقع فكرة عن كيفية زئير الأسد،
ولا عن كيف يخرج ذالك الرعد المخيف من فمه؟.
يفهم أن الأسد إذا زأر ، فمعنى ذالك أنه غاضب ، وهو غاضب . غاضب جداً ومحبط ، ولا كنه ليس بأسد .
إن به لرغبه كبيره حقاً في الذهاب الى حديقه الحيونات ،
ليرى على الطبيعه كيف يزأر ملك الغابه ، ولا كن هناك من يقول :
أن الأسود حالما تشحن فالقفص تفقد قدرتها الحقيقيه على التعبير عن الغضب الذي تهز به الغابه.
وهو منذ اليوم الأول من حياته ، لم ير أسداً حر يسرح ويمرح فالطرقات ، كي ينظر كيف يزأر ؟؟.
رأى الكثير من الحمير فالحظائر ، وفي الشوارع ، والكثير من الكلاب في المدن ، وفي الضواحي ،
لكنه أبداً لم ير ملك الغابه على الطبيعه .

واكتشف ضاوي بن سند ، أنه احوج الى التسليه من هاجد !..
أكتشف انه من منذ زمن طويل لم يحدث نفسه هكذا ، مثلما حدث


{4}

صمت المشاعر لشاعر
2009-08-24, 03:13 AM
تابع

اللحظه اما الطفل !.
وخشي أن تكون أعاقته أعمق وأكثر إيلاماً . به كل الغضب ولا يستطيع أن يزأر كالأسد؟!.
وفجأه ، الفى نفسه يصرخ بأعلى وأفضع صوت قدر عليه الأسد الذي توفز في أعماقه . عندما أنتبه كان هاجد مرعوباً يبكي ، تحظنه جدته ،
وتتفحص ضاوي بن سند بعينها في هلع . سكت ، وأدرك أن من الميؤس منه أصطحاب هاجد الى حديقه الحيونات لرؤيه الاسد وشعر بحزن شديد على حال الطفل ، لكنه ألتهم الخبز بنهم شديد ، وكان قد طلب من خالته أن تفركه فركاً جيداً ، مقطعاً الى نتف من الإقط النقي المجلوب من باديه الحجاز .
أما الشاي ، فكان الأبريق من النوع التقليدي الذي يستخدمه القهوجيه في قصور الأفراح الشعبيه ، وكان مملوءاً بالشاي الحلو المائل الى الحمره الداكنه المدفوعه دفعاً بالنعناع الى فضاء النشوه والأحتواء ..
أعتذر لخالته عما بدر منه في حق هاجد ،
وقال : إن قصده لم يكن إيذاء الولد ، بل كان قصده أن يسليه ويدخل المرح الى قلبه لاكن حتى الأولاد ــــ يحدث نفسه وهو يتذوق الحلاوه الزائده في الشاي ــــ صارو قريبين عنه ، وأصبح من الصعب التعرف عليه من الوهله الاولى .
ورغم أنه لم يقابل في حياته الكثير منهم وخصوصاً في مرحله الطفوله ،
فقد كان يظن انه لم يتغير كثيراً عن ذالك الولد الذي قنع في سني عمره الاولى بطفلين أو ثلاثة يجلس وإياهم على عتبة باب خلته ، في العاصمه ، يحدقون في الشارع

{5}

صمت المشاعر لشاعر
2009-08-24, 09:43 PM
تابع



الطويل الضيق كلما نفذ الكلام . وإذ مارأو عامل بناء يتقدم نحو احدى العمارات المجاوره ، أو عامل بلديه يثير غبار الشارع المترب ، أو أي إنسان يطفح بالصمت وهو يمر بالقرب منهم ، تحدثو فيما بينهم عن أي شي . أي شي يخطر على البال . كان هو أقلهم كلاماً وأكثرهم تحديقاًفي آخر الشارع المحدب . بقية الجهات كانت مسدودة بعمارات شاهقه , لا ينفذ منها ضوء الصباح ولا يطل من نوافذها إنسان . كان يظن انه ذاك الولد مع سائر الاطفال في الدنيا ، وأولهم هاجد ، هذا الذي مازال مرعوباً في الداخل . لاكن هاهو يفشل في محادثته كولد ، بل هاهو يحادثه كرجل أيضاً . حاول أقناع خالته أنه لم يتعمد رفع صوته بهذا العلو والحده . قال إن شيئاًما دفعه الى ذالك الفعل ولا يدري ماهو . وسألها هل كان صوته بالفعل مخيفاً الى الحد الذي أدى بالأمور إلى هذا السوء ؟. لكن خالته ــــ يحدث نفسه وهو يرتشف الشاي ــــ صارت هي الاخرى قليلة الكلام وإذا تكلمت بدت غير مفهومه .
إذا ، هل هو الشعور نفسه مع بقيه الأشياء ؟!.
مع نفسه مثلاً؟!.
منذ متى يقلد أصوات الحيوانات ؟.
وصوت الأسد بالذات ؟!.
هل رأى أسداً ، في حياته ، في هذه الأرض ؟....

{6}

صمت المشاعر لشاعر
2009-08-25, 03:29 AM
تابع


حتى في حديقة الحيوانات التي زارها قبل أعوام قليله .
يتذكر أنه لم يتمكن من رؤيه الأسد ، الذي كان هناك بالفعل ، لكنه قبل أن يراه كان قد نهض ودخل عرينه الأصطناعي لينام أو لربما ليرتاح من مشاهدة البشر .
البشر الكثيرون الذين تزاحمو على سياجه لمشاهدته عن قرب ، رغم ما كانوا يحملون تجاهه من مشاعر تموج بين الرهبه والإعجاب .
هكذا تخيل!.
كان الناس ، حتى أولئك الذين لم يروه ، يتحدثون عن لبدته الضخمه المتموجه ، بكثير من الأحساس بالسعاده والنشوه ، وكأن رؤيته من مسافه قريبه تختصر تأريخهوتسبغ على الفرد شعوراً بالأمان والطمأنينه ، وبذات على كبار السنالذين بدوافي تلك العيشه أكثر توددأ للغرباء والأطفال .
انسحب الأسد إلى عرينه ، وبقي السياج ينوء بالأنفاس الرطبه ، والأصابع المعقوفه على فتحاته حتى المغيب دون أن يخرج ثانيه إلى مربضه في العراء.
وانسحب هو من بين الحشود ، بعد أن أصابه الضجر من الوقوف ، ومن كلام الناس المتناقض عن ذنب الأسد الذي يشبه تاره ذنب أي حيوان ضارٍ من فصيلته ، وتاره يشبه السوط ، وتاره ثالثه ، يشبه أحناش البراري الطويله السامه التي تقتل الرعاه في المروج والفلوات .
وفيما كان يرى عن وجوههم بريق فرح غامض وسعاده غير مفهومه وهم يتحدثون عن لبدته الكثيفه ، كان يرى الخوف والأظطراب يرتسمان على قسماتهم كلما تحدثو على نحو سريع ومقتضب عن ذنبه العجيب .
{7}

صمت المشاعر لشاعر
2009-08-25, 04:11 AM
تابع

بعد تلك العشية ، لم يعاود المحاولة ، لكن شعوراً لازمه طوال السنوات التالية،
يقول : أن نهايته ستكون على يد أسد من ذلك النوع الذي أستولى على أهتمام الناس, بداء يتوقد الأن في الباطن ، ويتجسد في خلجات جوانيه صاخبة هي مزيج من غضب في غير وقته ، وخوف بهيمي يتعذر أحتوائه ، وانسحاق متنام ، وراحه بال تأتي من لا شيء ؤى في طزاجه المطر .
زئير من الداخل ، ومن منطاطق خفيه ، تحت مستوى الرؤيه ،
يتسلل اليه من وقت الى آخر ، في ظلال انفعالات شعوريه غامره وغايه في الشفافيه رغم ماتعج به من تناقض وأضراب .
إذاً ، وبكل بساطه ، ماذا عساه أن يكون شكل تلك النهايه؟.
ثم ، على أي مسافه يقف الآن من ذالك السيد الذي يترقب قدومه مكللاً بغموض النهايات ؟!.
وهو حتى اللحظة ، لا يعرف إن كان ماقام به أمام هاجد ينطق بدءاً من غريزه الشعور بالخطر، أم أن الأمر لايعدو كونه أحد أشكال التعبير عن الأحساس بالعجز والشعور بالظلم والأضطهاد ؟.
على أي حال ، لقد أصبح من الواضح إليه ، أن حفيد خالته الطفل المعاق منذ الولاده ، كان الفخ الذي ينقصه ، ليكتشف أنه ليس هذاياناً ، ولا هلوسةً ، ذالك الشئ الذي يدلف الى داخله ، فيحني رأسه ، ليرى بعدها أنه داخل السياج ..
سياج الأسد العالي.

{8}

صمت المشاعر لشاعر
2009-08-25, 04:36 AM
تابع

ذلك السياج المبني من قضبان الفولاذ وكتل الخرسانه ، والواسع كظهرة في السماء .
حسنا، هاهو على الأقل ، يرى في ركامه الهش المتناثر ، طريقه نحو ماكان مفترضاًأن يعلمه منذ زمن بعيد ، ليعد العده للخلاص منه ، أو على تقديري ، ليكون مستعداً لمصيره في اللحظه المناسبة .
هاهو يمش على أثار السبع الحديثه والقديمة وبالقرب من مربضه وغير بعيد عن مضربي كفيه على حواف حوض الماء الذي يرده كلما أحس بالعطش أو كلما حمله صهد القيظ على الخوض فيه والأغتسال منه .
هاهي رائحته تنبعث إليه من كل مكان فتصيبه بالدوار وتحشو ساقيه بنهاية غزال تطايرت أظلافه من الركض .
ومن الداخل .
من جوف العرين المعتم تأتيه دمدمة قلقة وصوت حركه غير مستقره .
وعندئذ يخمن أن شيئاً ما يضايقه هناك في عقر دارهوقلب ملاذه .
شئ ما لعله الجوع .
او لعله عدم الشعور بالأمان في عرينه .
وأن سيادته على داره أصبحت مهددة بمجرد أن راودة حدس السباع بوجود دخيل في أرضه .
كانت موجه من الدبابير تحوم منذ وقت حول صخور العرين في دوائر ضيقه متشابكه قبل أن يقرر بعضها الالتصاق بالتجاويف الداخليه المطله على المدخل ويفترق البعض الآخر على الحواف.
لكن هاهي الدبابير التي تعلقت بالتجاويف تطير من جديد إلى الخارج بشكل مفاجئ وتمعن في رسم دوائرها المجنونة على هواء الحواف،



{9}