المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنين تحت شرفتي000


زهرة النسيان
2011-08-22, 06:15 PM
أنين تحت شرفتي



كنت واقف ارشف من فنجان قهوتي وأتأمل السماء التي كانت شبه عارية من الغيوم ، والطرقات الخالية إلا من الطوارق , والقمر الذي لازال كعادته يلبس ثوبه العتيق , ووجهه لا زال يحمل قسمات الحزن , أو ربما السعادة ؟! فهو دائما ينثر أضوائه البيضاء , على أشجار البساتين التي تبادله كل ليلة القبل , والتي لا يراها أحد إلا أنا ....


كان هذا الجو الملائكي هو عبارة عن روتين يومي أعيشة في بيتي المتواضع الذي تلفه أشجار البساتين من جميع الاتجاهات تقريبا ...


وهذا المشهد لا يختلف ألا عند غياب القمر,أو هطول المطر,


أو ارتفاع صوت البحر, الذي لا يبعد عن البيت إلا قرابة عشرون دقيقه مشيا على الأقدام , أو صوت الرصاص المنهمر من الثكنات العسكرية الإسرائيلية والدبابات التي تملئ الغابة والكثبان الرملية ذات اللون الذهبي التي تلف مدينه بيت لاهيا جنبا إلى جنب مع الأشجار ...


فعندما اقتربت من إنهاء فنجان القهوة كانت الساعة تقترب من الثالثة صباحا ولم يبقى لشروق الشمس إلا ساعات , حينها سمعت صوت خافت يشبه صوت الأنين ، أصغيت أكثر إلى الصوت وتعقبت مصدره , فكأن يأتي من كرم التين الشرقي ، فنزلت بسرعة وأطلقت صفاره للكلبين فحضرا إلي , فانطلقت إلى الصوت ، وفجأة توقف الكلبين وبدا بالنباح إلى جهة معارضة للصوت , حينها شعرت بالارتباك , ولم أشعر بالخوف لأنه شعور ميت بالنسبة لي .
وحينها احترت في أي جهة اذهب فقررت بسرعة أن أذهب إلى جهة الصوت .
فوجدت ثعلب يبدو عليه حداثة السن وهو يعو بصوت يشبه إلى حد ما صوت الأنين البشري , فبدء الكلبين بمهاجمته رغم أصابته التي لن يخرج منها بسلام , حينها شرعت في الدفاع عن ذاك الثعلب الذي يصارع الموت.
وبدأت أبحث في جسده عن جروح أو خدوش لكن محاولتي باءت بالفشل فلم أرى على شعره المنساب الرائع أي منها , فقررت أن أذهب في الجهة المعاكسة حيث كان ينبح الكلبين سابقا .. وبدأنا في الركض , وفجأة توقف الكلبين فتوقفت وبدأ النباح من جديد وهما ينظران إلى أعلى الشجرة فأنرت بالمصباح إلى أعلى تلك الشجرة فوجدت أفعى تلتف على أحدى الأغصان كأنها أحد أفرع شجرة التين ، تركت الكلبين عند الشجرة وذهبت لأحضر عصا وكيس , وسرعان ما وجدتهما ورجعت إلى الأفعى , وبدأت أناوشها حتى تنزل , وأخيرا سقطت على الأرض , وسرعان ما بدأ الكلبين في مهاجمتها إلى أن ضعفت قواها , فتدخلت أنا مسرعا وأجبرتها بأن تدخل الكيس رغما انفها , وبعد ذالك اتجهت إلى الثعلب,فوجدته شبة ميت أو أنه في مرحلة موت سريري ,
أوقفت الكلبين عن النباح وحملت الثعلب وأخذته إلى المنزل , وعند شروق الشمس كان قد فارق الحياة , والسبب لدغة أفعى , سبحان الرب , ترك الثعلب الغابة ليموت بلدغة أفعى في المدينة , بالرغم من كثرة الأفاعي في الغابة , التي نادرا ما يصل أليها سكان المدينة , والسبب أنها محتلة من قبل إسرائيل ويوجد فيها قاعدتين عسكرية و فضائية تابعه لجيش الاحتلال .......
وعندما حل الصباح , أخبرت أهل بيتي بالقصة , فأخذ أختي الثعلب وصنعت من فروه منظرا رائع لاسيما أنها تدرس فنون جميلة ...

أما الأفعى فقد لدغت نفسها على الأرجح وماتت فقمت بتحنيطها..



</b></i>